قصة شغف

رواية الي تلك الجامحة ذات الخلخال الكاتبه اسما السيد الفصل السادس

الفصل السادس

من روايه/

الي تلك الجامحه ذات الخلخال 

اسما السيد

___________

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(الي اولئك عازفي مقطوعات السلام علي صوت عصافير الكناري بالحدائق والغابات، و الي أولئك المفرطون في العشق..حد الهيام… والي كل النازحون المغتربون عن أوطانهم والأهل والاحباب…لكم مني كل السلام)

_اسما

______

تدور بالغرفه كالمجنونه.، يومان محتجزة هنا بالغرفه عقابها لا يقل بل يزيد من والدتها كلما حاولت الخروج أو تذمرت وارتفع صوتها..

حتي ندائها واستنجادها بوالدها  لم يظفر بأي شيء..بعد كارثتها الأخيرة في حق مراد الذي تقدم لخطبتها أمس…حينما رفضت مقابلته بل والغائها الميعاد بكل برود من دماغها مردده كلام علي لسان والدها لا أصل له …

 لقد أعلن  والدها الحرب عليها هو الاخر بسبب فعلة مراد..

مراااد …

رددت اسمه بغيظ وهي تتوعده علي ما فعله بدون علمها..

_ ماشي مراد والله لفرجيك  يا بومه انت..

وبفرجيكي يا امي..مو انا اللي بتحبس هون مثل الجاجه..

جزت على أسنانها..وهتفت بشماته بوالدتها مما ستفعله..

_ ماشي راما..بتشوفي..

كادت تبكي بقهر من قلة حيلتها وهي تدور حول نفسها بالغرفه تبحث عن مخرج، لولا أن ظهر أخيرا خيط أمل لها..ينبعث من  تلك الغرفه   الملتصقه بها..

تري اهو قدرها الجميل..أم حظها العسر ككل مره..

فكرت ملياً في حيثيات الأمر  وما قد يحدث لها أن كمشها أحدهم أو سقطت للأرض ..عكس شخصيتها المندفعة،  ومن ثم ابتسمت بسعاده..بعدما رأت باب غرفة الشرفه مفتوح علي آخرها..

كل حين تنظر لتري حالة الباب ..تجده مازال مفتوحاً فتسعد أكثر..

انتظرت حتي انتصف الليل..وحمدت الله ان الشرفه مازالت مفتوحة..

تسللت بصعوبه وخوف من السقوط  من شرفتها الي الشرفة المجاورة وهي تكاد تبكي من الرعب .

_ سترك ياربي لأقع اتفشفش وماني حمل خبطه كتتير بسكوتايه أنا..

ابتسمت بإتساع ماان خطت بقدمها داخل الشرفه الأخرى بأمان ثم رفعت نفسها لتستقر بسلام بالغرفه المقابلة لغرفتها..

سارت يخيلاء بالغرفه..كمن يمشي منتصرا بذاك القميص القصير والتي  قد نست تبديله من لهفتها علي الحريه..

مدت يدها لتفتح باب حريتها أخيراً..مردفه بسعاده..

_ ياااه أخيراً..شو حلوه الحريه..والله لافرجيكي ياراما..

 ما أن فتحت باب الغرفة الا وكانت هناك يدان تعيدها بقوه للخلف وهو يبلع ريقه من منظرها وهيئتها المهلكه..

مردفاً بهمس..يكاد يسمع

_ إلي أين يا هاربه بتلك الثياب اللعينه؟

اتسعت عيناها  المذعوره ما أن حطت عيناها  بعين أريان الذي ينظر بداخلهما بقوه

نظرت لصاحب الطول الفاره متمته بصدمه ..

_ المز هوني..من وين  طلعتلي ياجدع انت؟!

_ ماذا؟

_ لا ولا شي… ايدك دي ياعم انت ماسك ج.اجه بايدك.

اتسعت أعين أريان وهو ينظر لها من أعلي لاسفل..

بعدما دفعت يده عنها بغضب ..

يتأمل قامتها القصيره..وشعرها التي هذبته فاصبح مسترسلا علي ظهرها بأكمله  ..

انتبه علي تسللها لخارج الغرفه وهو مازال سارح بها..

ما أن خطت بقدميها للخارج…الا وانتفض كلتاهما على…صوت صراخ  إحداهن المرتفع..وهي تلطم خديها..

_ أوووي…ياعيب الشوم..اووي……ياراما..وينك ياراما..تعي شوفي تربايتك العاطله لبنتك..وينك ياابني..

وضعت سيلدا يدها سريعاً علي فمها تكتم صراخها..وهي تندب حظها العسر…حينما انتبهت الآن علي هيئته وهيئتها وقد أيقنت أن جدتها هذه المره نالت منها ومن والدتها أيضا…

كادت تبكي وهي تمتم بقهر..

_ يالهوي يالهوي..من وين  طلعت..لنا  يا ستي هلا …

وانت يا جدع.. انت..استر نفسك بسرعه..بسرعه 

ولا اقفل الباب وادخل ولا كأنك تعرفني هلا بالله عليك….

تمتم أريان ببرود

_ ماذا يحدث هنا؟

_  يالهوي انتَ لسات..ك  عم تسأل…ادخل بسرعه..

_ شو في ياأمي..شو بيصير…

هتفت راما بتلك الكلمات بذعر وبالكاد تأخذ انفاسها قبل أن تصرخ هي الأخري بصوت مرتفع وهي تبعد كف ابنتها عن  فم والدتها 

_ إووي ..يانصيبتي..أوووي..شو بيصير هوني…من وين طلعتي لهون وبهي التياب..اتركي ستك رح تموتيها …ما أنا قادره تتنفس

هتفت الجده وهي تلطم خديها بعدما حررتها راما من قبضة سيلدا التي تولول بيديها هي الاخري علي ما سيحدث الان…

_ اوووي ..هلا كنت فايته اشوفها لبنتك العطلانه بعد ما غيرت تيابي وما هان علي اجي لهون وما اشوفها..اتفاجأت انا طالعه هيك من الأوضه و هالشب الحليوه عم يحضنها ويبوسها..

_ شوووو…شو هالافترا…ما بتستحي أنتِ..والله عيب علي عمرك ..بتكذبي بهالعمر..

_ انا بكدب يا قليلة الحيا…يا خ.ا.ط.ي.ه

_ ايه عم تكذبي..حتي اسألي هالشاب ياامي…

_ شو في ياإمي ..شو بيصير هوني..؟؟

شو في راما..ليش هالصراخ …من هلا ابتديتوا خناق..

اقتربت مليحه من ابنها شرف بخبث وهي تمثل الحزن والبكاء…

_ تعا شوف بنتك وترباايتها ..هلا كمشتا مع عشيقها..عم يحضنا ويبوسا

نظر لابنته بصدمه…

_ سيلدا..! كيف هيدا..

وين هادا عاشقها..

زجرته والدته بعينها و هتفت بغضب وهي تشير ناحيته..

_  هيدا قدامك هالفلتان الحليوه مانك شايفه..عميت أنت

اتسعت أعين شرف بصدمه اكبر..وهو ينظر لأريان الذي يقف ينظر لما يحدث بصمت قاتل بلا أي شيء يستره الا ذاك الشورت القصير الذي يرتديه ..وتيشرت كت ارتداه على عجل ما إن لمحها تدلف لغرفته..

_ أريان…هادا انت ياابني..مو معقول.. شو بيصير هون

_ مو معقول كيف يا خرفان انت.. بقولك عشيقها وبيبوسها، من زمان خبرتك بنتك تلفانه وتربايتها تلفانه مثلها..قلت لي بثق فيها ياأمي بنتي بميت شب…

هلا شوف ثقتك ..كمشتها مع عشيقها وببيتك يا ابني..هادا اخر ترباية زوجتك التلفانه..قلتلك من قبل بنت عمك ما بيصحلها تربي ولاد..بزوجك من بنت خيتي بتخاويلك حتي ولدك الضايع هوني  و هوني.. 

قلت لا بعشقها ياإمي..هلا هي النتيجه اشربها لحالك..

نظرت راما لابنتها التي اتخذت موضعها  بجانب ذاك الصامت حد البرود  من الخوف …وما أن همت بامساكها من شعرها الا والتصقت أكثر بذاك البارد تحتمي به..مردفه برجاء مضحك..

_ انجدني ينجدك ربنا من أيديهم..واخبرهم بالحقيقه..دي ستي ما صدقت تمسكلي ذله..انجدني دلوقتي وانا بوعدك اقتلها واخلص منها ..اهيء اهيء

كاد يبتسم لولا تلك التي صرخت مجدداً..

_ اوووي..شوف ال..فاج..ره بتتحامي فيه كمان..شو هالوقاحه يابنت راما…بس بيحقلك بجحه كيف امك وام إمك..

_ شو مين ال  ف اج..ره  ياستي ..انا…والله كنت بعرف انك ما انك بتحبيني لا أنا ولا أمي..لا تصدقيها ياإمي… بتعرفي انا كذابه وما بتجي الا للمشاكل..

انا فتت عالغرفه كرمال أهرب من الحبسه ..ماكنت بعرف أن المز هادا ساكن هوني والله اتفاجأت بيه..

كانت والدتها علي وشك الاقتناع لولا صراخ جدتها مردفه بخبث..

_ لا تصدقيها العطلانه هلا كفشتها وهي بأحضانه..

_ هيييي..انا يا عيب الشوم على عمرك ..بها العمر وبتألفي قصص..وبعدين أنا لهلأ ما بعرف مين هيدا..ولا كنت بعرف أنه ساكن هوني بهالغرفه..

والله يا ابي صدقني..كرمال تصدقني انا خلص بتزوج مراد إذا بتريد ولا تبتليني بهيك تهمة..

تهللت أسارير والدتها إلا أن تلك لم ترحمها وهي تمتم ..وتخبط بيدها على رأسها

_ أوووي كيف هيدا..بتصيري  بحضن شاب وبتتزوجي بغيره..ياعيب الشوم راح تفضحنا بنتك يا شرف..راح تفضحنا بآخر العمر …

هتفت وهي تقترب منها بشر تعرفه سيلدا جيدا جعلها تنكمش خلف ظهر أريان حد الالتصاق من خوفها..

_ اتركوني عليها بخلص عليها هال.ف.اجره..وبنرتاح من عارها…

_ لالا..خلص أمي الحقيني بتصدقي فيني هيك..

انتفضت راما واخيرا قد عاد وعيها لها…بعدما علمت ما تريد الجده أن تصل له..وما قد تؤول إليه كلماتها ككل مره ..وهي تردف بما اذهل الجميع..

_ خلص يا إمي ما صار شيء..بالنهايه أريان بيكون خطيبها ل سيلدا اليوم طلب ايدها من عمه شرف واخر الاسبوع كان بدنا نكتب كتاب ن  

_ شوووو…

هتفت بها سيلدا بأعين متسعة..

_ شوو..الخميس كتب كتابك علي ابن عمك أريان شريف الدين ..

_ شوووو..

كان هذا صوت الجده هذه المره ..قبل أن يقترب منها أريان بذات البرود …ناظرا لها بنظره ارعبتها..وهو يمد يده لها..

_ أعرفك أنا  أريان شريف الدين…كيف حالك جدتي…؟

نظرت الجدة لشرف الصامت تماما ينظر لما يحدث بصمت…وعادت بنظرها بذلك الذي انتبهت له للتو..ولشكله الذي ذكرها بأحدهم..

_ مين هادا ياشرف..صحيح هالكلام..

هز شرف الدين رأسه مردفاً بهدوء ..

_ ايه يا أمي..هادا أريان ابن شريف الدين خيي..حفيدك الثاني لشريف الدين ولدك..

_ كنت بتكذب علي يا شرف كل هالفتره.؟

_ بشو كذبت ياامي…

_ كنت على تواصل بخيك وبتعرف اني حلفت عليك ما تحاكيه ..

_ ما قدرت..وما رح اقدر ياامي..

_ قلبي وربي غضبانين عليك ياابني..وإذا بتزوج بنتك لابنه بقاطعك العمر كله..

_ والفضيحه ياامي..؟

هتف بها شرف باستهزاء وهو ينظر لها بمغزي…

ابتلعت مليحه ريقها قبل أن تردف بخبث..

_ بزوجها سلمان ابن اختك شيما…

_ لاااااا…والله بقتل حالي…والله..

_ كيف بتخطبي خطبه علي خطبه ياستي..

انتفض الجميع علي هذا الصوت الذي لم يكن إلا لأريان الصامت..

_ شو..

_ بلا شوو..بقلك سيلدا بتكون خطيبتي وراح اتزوجها اليوم بعلمي بي وعمي ..والخميس بيوصل بي وبعلن للكل انا زوجتي

عندك اعتراض ياعمي..

_ لا والله ياابني..ماعندي

_ بابا..

_ بتخرسي انت…

_ ايه ده..بتتكلم عربي ..

________

يجلس على ذاك المقعد بمكتب المحاماة الاشهر علي الاطلاق..بتركيا..الخاص بمحمد شاكر..والدها.. من بعد ثلاث ليالي عاصفة مرت عليهم..ودخول محمد شاكر للمشفى بعد صراخه علي نيلوفر تلك الليله.واصابتة بنوبه قلبيه..ولولا ستر الله لكان في عداد الاموات الان…

صدم بقدوم والده ووالدته الذي لولا تدخله بحل مشكلة البار لقضوا على بعضهم البعض الان ..

والحقيقة أن ذاك الأبله انجين العاشق لها هو من أثر علي والده وهو يتنازل من اجلها للمرة التي لا يعلمون عددها…

مع دفع تعويض مادي عن خسائر البار قضي الامر وانتهى…

لكنه لم ينتهي عند والدها وهو يخيرها أما بترك العمل معه للابد أو العمل تحت إمرة أركان…بعدما فاجأه للمره الثانية وهو يسلمه ادارة مكتبه كاملا…ويجردها من منصبها كمحامية ومديره المكتب لتعود لتعمل تحت إمرته..

بالحقيقة أنه قد ذهل بمعرفته انها تعمل بمكتب والدها…كان يعتقدها فقط متسكعه علي الطرقات..لم يكن يعلم أن تاريخها حافل بكل تلك المرافعات الناجحة ..

أغلق أركان  الملف الخاص بها، ووضعه بالدرج مره أخري..وهو يبتسم تلك الفتاه تذهله حقاً حتي موافقتها البارده علي العمل تحت إمرته اذهلته..واحده اخرى غيرها كانت تقلب الدنيا رأسا على عقب ولا تعمل معه بل لا تتنازل عن منصب أعلى في سبيل الانتقام..

نظر للأمام بشرود حينما عاودت تلك الجملة تدق ناقوس ذاكرته.. كانت جملة والدها لها قبل أن يسقط أرضا..تلك الليله…

_ كنت عاوز اني اجوزك مجرم..

_ احمد مش مجرم يابابا…

أغمض عينيه بقوه، والغضب يأكل قلبه…بعدما كرز علي ذاك النذل زياد ابن عمه ليعلم قصة ذاك الأحمد…ولكنه أخبره بكل بساطة..

إنه حبيب نيلوفر..وكفي… لم يخبره غير ذلك..

سيجن…ويقسم سيعاقبه أسوء عقاب…فقط ليصبر

دلف أوزجان لمكتبه مردفاً بضحك..

_ ياالهي ..المقعد يليق بك تماما..

_ حقاً..انت سعيد  الان…

_ نعم…فبدايتنا كانت هنا..منها وإليها نعود يارجل…

هتف أوزجان بكلماته بمرح وهو يفترش ب ذراعيه ظهر المقعد بأريحية…

ابتسم اركان وهو يتذكر ترك محمد المكتب منذ سنوات تحت امرته بكل الثقه..وما آلت إليه الأمور بعد ذلك ووقوعه بفخ المافيا بعد بحثه خلفهم…

_ كانت ايام سعيده..ليتها دامت..

_ يارجل اي سعد وقد جلست علي اثرها ستة أشهر قعيد على كرسي متحرك..

نظر له أركان بسخط وهو يقذفه بذاك القلم …الذي التقطه أوزجان وهو يقهقه ..

_ لا تذكرني أيها الحقير

_ حسنا..سأصمت..يا شهريار…ماذا تريد مني الان؟

ابتسم أركان علي ذاته القديمة..فاخر مرة خرج من البلاد كان شبه جثه بعدما اختطفه رجال المافيا ولقنوه درساً قاسيا جعله جليس لست أشهر على كرسي متحرك…

_ ماذا فعلت بما أخبرتك عنه؟

نظر له أوزجان بمغزي..

_ انا لا افهم للان ما وجه استفادتك من ذلك الأمر..لا يصح البحث عن …

قاطعه أركان مردفا بغضب..

_ ايها الغبي…ليس لك دخل  بالخطأ والصواب ..أخبرك هل فعلت…؟

_ نعم اسبوعا وسيأتي ذاك التقرير…

_ أسبوعا …أليس بكثير…

_ لا…هذا غير معقول… 

_ حسنا …حسنا..ليس أكثر..

تركه أوزجان وهو ينظر له بسخط…على أفعاله…

عاد أركان بظهره للخلف مردفا بهمس..

_ لنعرف ما خلف أحمد رضوان يا نيلوفر…وما قصتك البائسه معه . ..

_______

_ رايحة فين يا نيلووو؟.

قالتها داليدا بضحك وهي تراها ترتدي ملابس العمل..

_ هكون رايحه فين ..رايحه الزفت….

قفزت نيللي بالقرب من داليدا…وهمست بخبث .

_ تفتكري ايه اللي خلاها توافق كده بسهوله..

_ شكل الحكايه فيها انه…انا مش متفائله…

_ ولا انا…ربنا يستر..انا خارجه ماتيجي معايا..

نظرت لها داليدا وهتفت مسرعه..

_ لا لا…أخرج ايه..لو أوزجان قفشني بيعلقني..

_ جبانه..

_ الجبن سيد الاخلاق ياقلبي..

هتفت بها داليدا بضحك..قبل أن تنظر لتلك التي خرجت من الغرفه بصمت …

_ نيل و..انت يابت..مالها دي …

_ تفتكري هتعمر مع المز ابو عيون ملونه ده…

_ ماذا يحدث هنا؟.

هتف بها أوزجان الذي اندفع للغرفه فجأة..

_ هو في ايه ياعم انت مش تخبط قبل ماتدخل..

نظر لها أوزجان بسخط..

_ انا ادخل لغرفة شقيقتي ما دخلك انت؟

_ هو بيقول ايه الجدع ده…ترجمي ياوليه انت..

قالتها نيللي بغيظ لداليدا التي تدفن وجهها بالفراش تكتم ضحكاتها علي  شجار شقيقها وابنة خالتها الذي لا ينقطع ما أن يلتقوا وجها لوجه..

_ بتضحكي…

_ لتبكي إذا..حتي ترضي سيادتك..

جزت نيللي علي اسنانها وهي تضرب اقدامها بالأرض بغيظ..ثم تخرج من الغرفه باكملها..تسب به

_ كتك  القرف في حلاوة اهلك..وانت رخم كده…

_ ماذا تقول هذه؟.

توقفت داليدا عن الضحك وهي تقفز لتحضتن شقيقها …

_ اوزو…متي ستخبرها انك تتحدث العربيه وتفهمها..

_اغلقي فمك داليدا..أقسم أن اخبرتها سأعاقبك..

قهقهت داليدا علي شقيقها …

_ يبدو اننا سنستمتع كثيراً..

_ لكِ هذا…

اقترب منها أوزجان بخبث..وهو يخرج من جيب سترته قالب الشيكولا المفضل لدي شقيقته…

اتسعت ابتسامه داليدا وهي تمد يدها لتخطتف القالب من يده التي اعادها عالفور مردفاً بخبث…

_ ليس هكذا…؟

_ بماذا اذا؟.

_ سأخبرك…

كان هذا حديث أوزجان ذو النبره الهادئه قبل أن تقتحم الغرفه نيللي مختطفه القالب من يده…

مردفه بصدمه .

_ خيانه…بتبعيني ياداليدا عشان قالب الشيكولا ده..مكنش العشم يابنت خالتي..

_ ياالهي. ما تلك البلوه..انت بلاء يافتاه..

هتفت نيللي بسعاده وخبث  وهي تقضم  من قالب الشيكولا بنهم

_ بتقول ايه يا مز انت فهمني ؟

_ ماذا؟؟

________

لمحها من خلف شاشة المراقبه تقترب من مكتبه…

تقترب بخيلاء..حطم فؤاده..ومع كل كل خطوه  من قدميها كان يصدح صوت ذاك الخلخال اللعين..

الذي يبدو أعادت تصليحه..ليصدح  صدي صوته بقلبه لا بالمكان من حولها

يظنها باتت تعرف كيف تؤثر علي قلبه.. تلك الجامحه المجنونه.. صاحبة أعلي نسب مصائب متحركه عرفها بحياته.. 

تأوه بتعب ما أن توقفت خطواتها أمام غرفة مكتبه قبل أن تدفعه بيدها بكل برود وتدخل له ..

سحق اسنانه من أفعالها ومن كبرياؤها اللعين.. هو أركان صاحب لقب شهريار من دعس بأقدامه أعتي النساء ولم يكترث لهن.. 

أتت تلك العربيه ذات الحسن الفتان،  بمصائبها،  وجنانها،  وجموحها ويبدو أن قلبه البائس بدأ بالدق لها …والا ماذا يحدث له في حضرتها ..لمَ يدق قلبه ويتلهف لرؤيتها كل حين.. 

رفعت نيلوفر حاجبها وهي تقف أمام أركان.. ذاك الفاسق المغرور كما تنعته دوماً.. 

تمتمت ببضع كلمات عربيه،  واستفاضت بالسباب.. من بين شفتيها التي تلويها للجانب الآخر..

(نسوانجي،  هياكلني بعنيه،  فاكر انه هيأثر عليا بتسبيلة عنية،  كتك القرف بحلاوتك ياشيخ ) 

اتسعت أعين أركان فجأه  ،  جفلت هي علي اثرها وهي تفكر لما انتفض هكذا.. 

 سرعان ما عاد عقلها للعمل وهي تفكر …هل يفهم عليها ؟…

لوت فمها  بلا اهتمام وعاودت الهمس وعينه مازالت منصبه علي حركاتها..

(يالهوي.. ليكون بيتنيل يفهم عربي.. لالا.. اما اعدل بقي اشوف رد فعله…. دا انت مقرف.. ايه ده وحش خالص) 

ازدادت أعين أركان  اتساعاً وفتح فاههه.. وسرعان ما أغلقهم حينما انتبه لها ولتلاعبها به، بالفعل ليست سهله… سحق أسنانه بغيظ.. 

وهو يتوعد لها… بسره..

 _ صبرا…يانيلوفر… صبراً..

وسرعان ما انتفض ،  وهو ينظر لتلك النقود التي وضعت امام مكتبه.. 

ـ ما هذا؟ 

رفعت أنفها بكبرياء.. وهتفت.. 

ـ تلك اموالك التي دفعتها لذاك الابله صاحب المشروبات بالبار.. شكراً  لخدماتك العظيمه سيد شهريار.. ولكن.. لا تحشر انفك مجدداً  بأموري.. كنت استطيع دفع المال.. ولكني لا ادفع للمحتالين امثاله الا ما يستحقوه

قالتها بكبرياء ..والتفت لتعود من حيث أتت..

اتسعت أعين أركان.. وهم بالحديث.. 

ولكن… صدم وهي تدير ظهرها وتخرج كما دخلت بخيلاء.. وهي تحدث نفسها كالبلهاء.. 

ـ بقي ده شكل واحد عنده اربعين سنه يالهوي.. دا اكيد كلام.. 

كلام يعني..اف بقي..محامي الغبره ده..الله يسامحك يابابا ملقتش غيره يعني  تمسكه رقابتي..بس ماشي هو اللي جابه لنفسه يتحمل نصايبي بقي..

همس أركان وهو يشير علي نفسه بصدمه..

_ أربعين عام…أناااا…

أه..يا…

نظرت له بصدمه…

_ انت بتقول إيييه ياجدع انت …أنا سمعت صح مش كده…؟؟

###الي تلك الجامحه.. ذات الخلخال.. 

##أسما السيد.. 

يتبع الفصل السابع…

______

error: Content is protected !!
Scroll to Top