الفصل العاشر..
من رواية/
إلي تلك الجامحة ذات الخلخال
أسما السيد…
__________
_ ” اعتد دائما ألا لا تسأل قلباً يتألم.. لمَ تتألم ؟..
فقد يكون جرحه أعمق مما تتخيل، و لا يستطيع أن يخبرك حقاً ما به..قد تكون جروحه أبلغ من الحديث فهنا الصمت ابلغ من كل ما قد يقال، فمهما تكلم.. لن تستطيع فهم ما به حقاً..لن تفهم مأساته ولن تشعر بها،
لن ترى إلا كبرياء لعين يطل من عينيه يخبرك به من أنت حتى تـفهم..ما أشعر به..
أن دمع العين…ياعزيزي …و جروح القلب لن تلتئم بين ليلة وضحاها ولن يزول كبرياء رجل عاش طيلة عمره بكرامه هكذا هباءً منثوراً…
قد تحتاج للكثير ليصلك ما يمر به، وقد تعيش عمرا كاملا وأنت لا تفهم عليه، فإاصبر وما صبرك إلا بالله، واهدأ فليس كل الجروح تشفي وحدها مجرد ما تهتم بها …هناك جروح لا تزول ابدا ويبقى أثرها الي الأبد، تبقي كندبة بارزه تزين مكانها بالوجع ..”
“أسما السيد…إلي تلك الجامحة ذات الخلخال”
أغمض عينيه بحزن لاول مره يشق صدره ويقتحم عيناه تلك الدموع الغبيه
وهو ينظر لتلك الصورة التي زينت حافظتها..
كانت صورتها..وهي بين ذراعيه..عند الهرم الأكبر..
وخلفها دُونت كلمات يبدو كان خطه هو..يبدو كان رجلاً حقا يستحق العشق..
_ يوم مميز..وإلي الأبد..فلتذكريني به دائما..
أحمد رضوان…
لقد كان غريمة يجيد صنع الذكريات…
ذكريات مؤلمه…تصفع بقلبه قبل قلبها…
خصم لا يستهان به…رجل شرقي بملامح شرقيه..و أنثى متمرده جامحه أجاد استغلال عنفوانها..
خصمه حقاً لا يستهان به…
أغمض عينيه..وهو يسب بنفسه من نفسه..منذ متي لا يثق بقدراته …أنه رجل ميت..بملامح وسيمه شرقيه..قد تجذب عين النساء وتخدعها من شده براءتها، لكنه لن يخدعه هو..لقد كان مجرماً..وهو من عاش عمراً بين هؤلاء ويستطيع تمييز الرجل النبيل من الرجل الخبيث جيداً..
لن تخدعه هييئته أبداً…أبداً..
قبض على الصورة بكف يده بقوه..والقاها في النهر بعد أن فتتها لقطع بيديه…وهو يتوعدها بسره..
ويسب بها وبغبائها..
نظر لتلك الورقه الأخرى التي يخفيها بيده جيدا…بحسره..ليته لم يتعلم العربيه ولم يفهم ما بها..ياليت.
عاد الوجع يشق بقلبه بلا رحمه..
وهو يفكر كيف فعلتها..كيف …..؟؟
_ انت عملت ايه….يا غبي..ازاي تعمل كده
قالت كلماتها بحزن..ظهر جلياً بصوتها..وهي تنظر لبقايا الصورة المقطعه أرضاً..علي ضفة النهر تحت أقدامهم..
قبل أن تنهار كلياً…وهي تجلس أرضاً تلملم بقايا صورتهم معا…وهي تصرخ بغضب…
ودموعها تغرق وجهها..
أ لتلك الدرجه كانت تحبه ؟.
_ مين سمحلك تدخل في خصوصياتي..مين سمحلك تعمل كده…مين سمحلك تفتشي في شنطتي..
انهيارها بتلك الطريقة لم يكن يتوقعه بأقصي خياله…
لم يتصور أن شابه جامحه صاحبة أكبر كمية مصائب ب العالم…
عاشقه لتلك الدرجة..
صوت بكائها ينخر بحنايا قلبه..
حينما يتذكر سببه انهيارها هكذا يشتعل قلبه كالبركان…بلا رحمه..
الحياه مع التناقضات هو ما لا يحبه، لا يفضل الأشخاص ذو الوجهين….
_ إذا ماذا يحدث له؟…
لمَ يجتمع الشعور بالنقيضين معاً الان بداخله تجاهها ..
شعوره بالحنين لها…والكره والبغض مما فعلته…
انحني جاذباً إياها بقوه من ذراعها صارخاً بوجهها بقوه وغضب !
_ ذاك الحقير سأنسىه لك..ذاك الذي أوصلك لهنا..ولذلك الحد من التمرد والفسق ..
اشتعلت روح الثأر بها مما فعله بذكرياتها الخاصة..الخاصه جدا…
من هو ليتدخل بأمور حياتها ويفرض نفسه عليها بتلك الطريقة..
انها ممتلكاتها الخاصة ولا يحق لأي كان ما كان فعل ما فعله…
رفعت يدها بكل عنفوان…وغضب لتصفعه…
تصفعه كما صفعها بشده.. بمنتصف قلبها..
ولكن أتت رياحها تلك المرة بما لم تشتهيه هي…
وأركان يمسك بيدها بكل الغضب..ويقربها منه…
يحاوط خصرها بذراعيه… مقرراً عقابها، عقابها بوقاحه كما يبدو أنها لا تفهم العقاب الا به..
وهو يعيد عليها قبلته…
ولكن تلك المرة ليست قبلة حياة..
بل قبلة غاضبه منها ومن كل أفعالها ومن كل الطرق التي جمعته بها, وهي تحمل كل ذاك الشوك بقلبها… قبله يثبت بها لنفسه قبل أن يثبت لها.. أنه حي يرزق…وذاك انتهى أمره… ولم يعد له مكان هنا علي سطح الارض..
ومن الليله س يكبح جماحها..
سيعمل علي جعلها تقتنع أنه الحاضر والمستقبل…وذاك الرجل من الماضي وسيظل به…ذاك النذل التي علم جيدا كيف يؤثر بها..ليته كان حي يرزق…ويقسم كان قتله بيده…أو نفاه لآخر بقاع الأرض…وحيدا..ليعيش ويموت وحيدا..وهو يعاني الأمرين كما يعاني هو الآن…
هتف بقهر وغضب…
_ سأجعلك تندمين علي كل افعالك نيلوفر اقسم لك…أقسم سأجعلك تتمنين انك لم تري ذاك الحقير وتريني أنا أيضاً…
_ حقير…وقح… أنا نادمه حقاً علي معرفتك ياحقير …
كيف تفعل بي هذا…
صاحت بكلماتها تلك بعد أن حررها أركان ..بعيون تفيض من الدموع
ذاك النذل سرق عذرية شفتيها…سرق ماليس حق له..بل جعلته حق مكتسب لزوجها وفقط…حق لأحمد رضوان وان لم يكن بالحياه…ليكن بالآخره..
نعم هي جامحه..وربما وقحه..والجميع يشك بسلوكها ولكنها ليست هكذا، ليست فاسقه…
ليست هي من تفرط بذاتها أبدا…حتى أحمد لم يستطع ابدا اغوائها لتتنازل له عن مالا تريده..فكيف يفعل هو هذا غصباً عنها..
لم تجد مجالاً للأخذ بثأرها الا بهجومها عليه ..بإحدي تلك الحركات الخاصه بالتايكوندو التي تعلمها عن ظهر قلبهد..وأجاد أحمد رضوان تعليمها لها…كي تدافع عن نفسها…
دفعته بقدمها …بقوه..قوه كادت تطيح به حقاً …لو لم يكن هو أذكي منها…واستطاع بمهاره أن ينتقم…
تفادي ضرباتها مرة بعد مرة ..
واشتعل جنان أخر….
جنان كان سيكون ذات مذاق رائع لقلبه لو كانوا بموقف غير ذلك، وبوقت آخر غير هذا الوقت…وهو ينقش معها..اولي ذكرياتهم معا…
قبل أن يقطعه ذاك الرجل العجوز… مردفاً بصدمة…
_ كيف تفعلين…يا ابنتي..ألستِ حاملا… كيف تفعلين بزوجك هذا؟؟
_ ماذا….؟
نظرت للرجل بصدمه، تبعتها بسؤالها…المذهول بصوت ارتجف له الرجل العجوز الذي عاد للخلف تلقائياً…
_ لالا.. شيء ياابنتي..لقد اخبرني زوجك أنكِ حاملا..وهذا خطأ كبير …قد تخسرين الطفل وانت تتشاجرين هكذا مع زوجك المسكين…لقد كاد يجن عليكِ وانت غائبه عن الوعي…ولم يدع زوجتي تلمسك…هل هكذا تكافئيه…
_ ايه اللي بتقوله دا ياجدع انت؟
انت قولتله ايه يا أركان الزفت انت…؟
ابتسم أركان بإتساع رغما عن وجع قلبه وخيبته بها..، وهو يقترب منها محاوطا إياها بقوة غصبا عنها…هامسا بأذنها بشماته..
_ أخبرته أننا زوجان يازوجتي العزيزه.. ألسنا زوجان..
_ ايه؟؟
هتفت بها بصدمه…قبل أن يميل مختطفا منها قبله من شفتيها المنفرجه بصدمه، و يعاود سريعاً همسه لها..غير عابئا بنظرتها الكارهه له..
_ هيا أخبريه أنك لستِ زوجتي…حتي يطردناا من بيته…في منتصف الليل هنا…بتلك الغابه..
_ ما يطردنا ولا يولع…
انا مال أمي…اوعي كده يا أركان الزفت…
نهرها بقوه…
_ أخرسي..واستمعي لي…هؤلاء القوم مازالوا بالجوار…لقد لمحتهم بالقرب من هنا يبحثون عنا..أن لم نختبئ هنا للصباح سنكون فريسه لهم بالليل..كما أننا لا نملك شيء هنا …نحن لسنا مستعدون الان…لقد خسرنا كل شيء بحريق السياره..أيتها الغبيه
ابتلعت ريقها وايقنت صدق حديثه…
صمتها هيأ للرجل المسكين …أنها انتهت من شجارها فهرول للداخل وتركهم…
_ سأخبر زوجتي أن تعد لكم الطعام..
_ لو لم نكن بذلك الموقف لجعلتك تندم على ما قلته الآن وفعلته الآن أيها الحقير..
_ ياقلبك الطيب..يافتاه..
_ لا تتهكم والا…
_ وألا ماذا يا نيلوفر…؟
نظر لعينيها بنظره اخرستها وهو يتأمل عيونها بهدوء..بنظره حارقه ..
نظرة دبت الرعب حقا بقلبها…نظرة فهمتها علي الفور…هناك ما هو أسوء…ينتظرها..
ابتلعت ريقها..واستدارت للجهه الاخري بعيدا عنه..شاردة بالكثير قبل أن يهمس قاطعاً شرودها..
_ كيف مات احمد رضوان؟؟
_ لا شأن لك…
_ هل قُتل؟؟
_ قلت ليس شأنك…لا تتدخل
قالتها بغضب وهي تخطف حقيبتها من بين يديه…وتبدأ بالنظر لشي ما بها.
_ اعطني هذه…
وضعها بيدها ومازالت تلك النظره مرتسمه داخل عيناه…
نظرة دبت القلق بقلبها بعدما أعطاها الحقيبه بكل برود…..قبل أن ينتفض علي صوتها الغاضب المختنق…
_ اين اشيائي .؟؟
_ عن أي أشياء تتحدثين…؟
_ لا تتخابث علي…انت تعلم جيدا ما اقصد …من سمح لك …من سمح لك…إن تبحث بمتعلقاتي الشخصيه أيها الحقير..
_ هل كنتِ تخفين شيء تخشي عليه لهذه الدرجه؟
قالها بإستهزاء..قبل أن يعلو صوتها بالصراخ والسباب..
صرخ بها هو الاخر بغضب..غضب منها ومن كل شيء ..يتعلق بها..
_ يا الهي…قلت اخرسي..عن أي شيء تبحثين..تكلمي…
_ هاتفي ..و و..
_ وماذا نيلوفر…؟؟
ابتلعت ريقها ونظرت لمَ بين يديه…
_ عن هذه مثلا…
كان ما تبحث عنه تماما بين يديه..
اندفعت تمسك به قبل أن يرفعه هو للاعلي بشماته.
_ أيها الحقير…بئسا لك..اللعنه علي يوم رأيتك به..
غضب …غضب احتل كل كيانه …دمائه تغلي غليان…جذبها بقوة من ذراعها..قوة آلمتها..
صائحا بغضب وعيونه تشع بالكره..والجنون..
_ هل كنتِ زوجه له….عرفياً..
تكلمي…أخبريني أيتها السافله ؟
ابتلعت ريقها وهتفت بصدمة…ورعب ملأ قلبها حقا..
_ انت بتعرف عربي؟؟..
_ لا شأن لكِ …فقط أخبريني واللعنه…تكلمي…
هل…كنتِ زوجة لهذا الحقير …هل فرطتِ بذاتك ووصلتي لتلك الدرجه من الرخص ….؟.
_ أنا لا اسمح لك…أن تهينني وخصوصاً انت…
_ لا تدري وقتك بكلام لا يفيد …لن تتهربي مني ..
اااه حارقه ود أن يصيح بها عله يطفيء جمر قلبه…
_ اخبريني واللعنه…تكلمي..لا تصمتي هكذا..
ابتلعت ريقها..وهي تومئ بالإيجاب..بما فتت قلبه..وحطمه
عاود سؤالها ..بصدمه..
_ هل يعلم والديكِ؟
_ لا أحد يعلم..لا أحد يعلم .أرتحت إذن الان ..ولن أسمح لك أن تخبرهم أي شيء أركان..
_ خائنه…متبجحه..رخيصه..
قالها وهو يدفعها بيده وكأنها شيء ملوث …سيلوثه..
وهو يرفع يده لها بذاك المحبس…
_ لا أركان…لا تفعل أعطني أتوسل إليك…لااا..انها آخر ذكري له..
توسلته بالدموع وهو يرفع يده ويلقي ذاك المحبس الذي عثر عليه داخل تلك الورقة التي كتبها هي الأخري قطعاً.وألاقاها قبله …بطول ذراعيه..في النهر..
اقتربت منه تضربه علي صدره بقوه..وغضب بكلتا يديها..
_ لااااااا…ليه عملت كده…ليه…؟
أمسكها من يديها صارخاً بوجهها..
..
_ اصمتِ نيلوفر..اهدأي وأخبرني..
كان يدفعها كالمجنون..وهي تصرخ بجنون أكثر منه..
_ ليه عملت كده …ليه…أنا وعدت أحمد احتفظ بيه العمر كله..قلعته غصب عني..ليييه..ليه….
دفعها بقوة أكبر.وبحده أكبر أخرسها…
_ قلت اصمتي ..وأخبريني أيتها اللعينه..إلي أي مدي وصلت علاقتك به..أخبريني واللعنه عليك وعليه…
_ لا شأن لك قلت..لا شأن لك..ابتعد عني..
_ منذ الآن كل شيء يخصك شأني..أخبريني قبل أن أفقد أعصابي..
ودت أن تؤلمه…تحطم قلبه …كما حطم كل ذكرياتها وأهم ذكرياتها معه…
ابتعدت عنه وهتفت بكل برود ومازالت دموعها تسيل علي وجنتيها …
_ كان زوجي…كنا زوج وزوجه…الا تفهم معني زوجان..أحمد لم يكن زوجي فقط…كان روحي وعالمي..وان كنت تخلصت من ذكرياته التي بحوزتي، فلن تستطيع محوه من داخلي…انه هنا…
بداخل قلبي وللأبد..لن تستطيع محو ذكراه أبدا …
_ هل….
لم يستطع لفظها…ماذا يخبرها..أيخبرها هل مارس حقه التي اعطيته له بكل سذاجه …
هل أعطيته جسداً فانياً..وهي من تعترف بأنها أعطته أكثر من ذلك..روحها..وقلبها
مسح علي وجهه بتعب..روحه تختنق ببطء..
لمَ حزين هكذا…أيعقل قلبه اللعين..الذي عرف ذاك الكم الهائل من نساء الأرض..وقع بعشق تلك الوقحه..
نظرت له..ولحالته الحرجه إمامها..
_ نعم….كما تفكر تماما…
أخبرته بكل برود وشماتة به…واستدارت بوجهها…
قبل أن تصمت تماماً وتحل النيران بقلوبهم…وهو يعيدها لتنظر له…ويزين خدها بصفعة .صفعة قوية أخرج بها كل ما بقلبه من ألم…وخذل..
_ اللعنه عليكِ.. يا نيلوفر..اللعنه عليك ِ..وعلي يوم عدت والتقيتك به..
___________
_ ماذا تفعل هنا.؟
قالتها نيللي بصدمه…لذاك الذي اقترب منها يستمع لعزفها بهدوء..
_ جذبني عزفك…فاقتربت أستمع له…
نظرت له بشك..قطعه هو…
_ لمَ تنظرين لي هكذا يااينة خالتي؟؟
_ لا شيء..ولكن متفاجئه..
قالتها ببرود..وهي تنظر لهاتفها..
_ ممَ..
_ منك صراحةً..
_ أناا..
أشار علي نفسه بصدمه..
قبل أن ينظر لما تفعله…كانت تراسل أحدهم وتبتسم..
_ علي ماذا تبتسمين…؟
_ ما شأنك أنت…؟
نظر لها بغضب…ود الفتك بها..قبل أن يتنهد بحزن ويستقيم
من جانبها..يسير بإتجاه قصر جدته..
_ انت رايح فين؟.
_ ماذا؟؟
_ يوووه…علي فكره انا شاكه فيك مش عارفه ليه.؟
_ عفواً..
زفرت وهي تحاول بأقصي جهدها اخراج كلمات تركيه صحيحه عله يفهم عليها…
_ أوزجان…
همست بإسمه بغنج…غنج تصنعطه جيداً وهي تقترب منه…وتنظر يميناً ويساراً بحزن حقيقي..
_ ما بك…؟
لمح حيرتها وترددها
_ أستطيع فعل شيء..
قالها بصدق…صدق نابع من قلبه..وهو ينظر لها بنظره خاصه..ليس كتلك..التي رآها بها أول مره…
_ أشعر بالاختناق..أريد الخروج قليلاً..ولكن أبي قد فرض حظر حولنا..
_ نعم أعلم..ولكن تستطيعين القدوم معي والجلوس مع داليدا حتي تعود نيلوفر وأركان وتسهر معا قليلا..
_ ولكن هذا لا يروقني…
قالتها بتذمر..
وهي تري بأعين أوزجان حنو قرأته جيدا بنبره صوته أيضاً..حنو شجعها أن تستمر بطلبها.. وخصوصاً بذاك الوقت والجميع منشغل عنهم..فلن يلمحها أحد وان فعلوا ستتحامي به .
_ أريد الخروج قليلاً..أوزجان..أرجوك..
_ أخبري والدك واستأذني منه..ماشأني أنا..
قالها بحده بعدما وصل له ما تريد حقاً…مصيبه أخري .
_ ولكن أبي لن يوافق…
_ معه حق..
_ أوزجان..
قالتها برجاء…جعله يستدير لها..
_ ماذا نيللي..ماذا أفعل لك..؟
اقتربت منه وهتفت بحماس بالقرب من أذنه..
_ تخرج معي..
_ ماذا؟؟
_ هكذا…
سحبته سريعاً من يده…تأخذه معها داخل عالمها…عالم ود حقاً أن يدخل به بكل إرادته…
بعد ساعه..
_ ياالهي..كيف طاوعتك أنا؟
قهقهت بسعاده..وهي تعتلي المقعد الخلفي لتلك الدراجه المزدوجه الخاصه بها هي وشقيقتها…وهو يتولي المقعد الأمامي..ويسيران بالطريق الخلفي للقصر..
ابتسم بإتساع وسعاده حقيقيه ولدت داخل قلبه…وهي تستقيم بطفوله..تستند بكفيها علي كتفيه…
_ أيتها البلهاء سنقع..اجلسي..
_ لا تخف..تولي انت القياده أوزجان ..
أمام غنجها وحلو حديثها …رق قلبه لها…
_ لكِ هذا…تمسكي جيداً…
صاحت بسعاده…وجلس هو في الخلف وجلست أمامه، وحاوطت عنقه تلك المره بقوه وكل حين تتقابل نظراتهم معاً…
_ الي ماذا تستمعين..أسمعيني معك..؟
قالها بغمزه…قبل أن
تخلع عنها سماعات رأسها علي الفور..وتطلق العنان لتلك الأغنيه التي كانت تستمع اليها والتي انتهت علي الفور ليتبعها أخري…
وصفت حاله جيداً بذاك الوقت…ولأول مره يعشق كلمات أغنية عربيه…بل ويحفظ كلماتها كأنها تنبع من داخله…هو…
هو انتي ممكن تتحبي من حد قدي
اوحد عادي كده يمسك تفتكري تعدي
دانتي الي انا بتقطع لما بشوفها حزينة
مسكاني من نقطة ضعفي يا بنت اللذين
دانتي اللي انا بتقطع لما بشوفها حزينه
مسكاني من نقطة ضعفي يا بنت اللذين
انتي الي في النار رميياني
والي في حبك عمياني
لوالم كل كلام الحب مش هيقضي
هو انتي في عيون تشوفك زي انا ما بشوفك
لو طولي يديلك عيبون باصعب ظروف
يبات وينتبه علشان انتي اللي بتوجعني
وانتي اللي لما بترتاحي بتريحني
دانتي اللي انا بتقطع لما بشوفها حزينة
مسكاني من نقطة ضعفي يا بنت اللذين
انتي الي في النار رميياني
والي في حبك عمياني
لو لم كل كلام الحب مش هيقضي
________
_ أحبك جدااا
بعثت بها داليدا له…ودموعها تسيل…على خديها..قبل أن تغلق الهاتف علي الفور…
بعدما وصلت رسالتها ل.زياد الشارد وقراها علي الفور وكأنه كان بإنتظارها..
_ سامحني زياد..سامحني..ليس بيدي…
_________
_ لك شو اعمل….لوين بهرب من قدري..لك يامُرك يا سيلدا
_ كل اللي راح تعمليه وبتعمليه ما عاد اله فايده فوتي قدامي سيلدا المأذون برا..وبدو ياخد موافقتك..
هتفت بها راما بحده…وغضب علي جنان ابنتها التي تدور بالغرفه كالنحله…هنا..وهنا..
_ انتوا لو بدكن تقتلوني ارحم من هالبارد التلفان…والله ياامي ماراح ضايقك وراح اسمع كلماتك كلها..
_ بلا شووو..
_ ايه والله …ليكي إذا بدك فوت عالمطبخ واتعلم الطبخ بفوت متل مابدك..بس لا تزوجيني هالسمج..
_ هلا بدك تفوتي عالمطبخ..وانا اللي نشفت ريقي بس كرمال تفوتي تتعلمي كيف بينطبخ الشاي…والله عجبت لك يازمان..
_ إااامي…بترجاكي..
_ بلا إني بلا بطيخ..هلا بتفوتي قدامي..وتضبي لسانك جوان خاشمك..ووقت بيسألك المأذون موافقه بتقولي ايه..وانتي بتضحكي من الادن للادن..والا..والله العظيم..بقتلك واخلص من بلواتك اللي راح تجلطني هي…
_ وانا شو عملت انا…ماعملت شيء والله..
_ ايه ماعملتي شي…بصحيح..يعني ماهربتي من البيت ولحق أريان فيكي..
_ ياالله علي هالفلتان..كمان طلع فتان..
_ أخرسي سيلدا..وضبي لسانك..
جزت علي اسنانها بحقد..وهمست بشماته..
_ هيك لكان..وانا اللي قتلانه حالي من الندم من الصبح من وقت ضربته..وعمال اتحسر علي شبابي اللي راح علي ايدي…طلعت ما بتستاهل ياسييد بارد..والله حلال فيك اللي صار..وبتستاهل…
_ سيلدااا..
_ ايه..ايه..يالا أمي جاي..
والله لافرجيك يا ابن عمي..
_____ ____
اقتباس…من الحلقه العاشره يتبع ..