الفصل الثاني
من رواية /
تلك الجامجه ذات الخلخال
اسماالسيد
“كيف لكل الاشياء ان تتغير هكذا فجأة من نظره ، من ضحكه، ومن صرخة، ومن جنان يصدر من المحبين، ومن نقيضٍ الي نقيض…
انها الحياه ياعزيزي.. أشبه بساحة حرب، لو لم تعد عدتك جيداً، لتجابها، ستقتل بلا شك..الحرب للشجعان وكذلك العيش بسلام يحتاج الحرب ، يحتاج لنفسٍ قويه تستطيع تقبل كل شيء..”
انتفض اركان جالساً علي مقعد سيارته، يري من فعل..وايقظه من سلامه النفسي هذا..
لم يجد غيره صديق عمره اوزجان ، كان هو يزيحه بضحك ليعتلي هو الاخر مقدمة السيارة بجانبه..
كما العاده يشاركه كل شيء..
نظر له أركان بسخط، وأطلق صيحه مغتاظه، تبعها بسيلٍ من السباب لاوزجان الذي قفز مجدداً مبتعداً عن وجه أركان الغاضب الذي قفز هو الاخر يركض من خلفه..
مال أوزجان بجزعه يأخذ أنفاسه من كثرة العدو ، وهو يرفع كف يده لأركان باستسلام..
_ أهدأ يارجل اللعنه علي من يغير مزاجك اللعين هذا…مابك…أهدأ سأموت ركضاً..يبدو أن أحدي امرأه اليوم لم تقم بواجبها على أكمل وجه..
لكمة أركان بوجهه بقوه ، وقع على اثرها أرضاً يمسك بوجهه..
وتبعه أركان جالساً بجانبه..
نظر له أوزجان بغيظ ..
ـ اللعنه عليك..مابك حقاً يا شهريار نساء الغرب
زفر اركان بغيظ بعد أن ألقي عليه نظرة أخيرة بكره..
_ سأعود في الغد لاسطنبول.
اعتدل اوزجان ونظر له ملياً.وكأنه برأسين..
_ ماذا…؟..أنت..واسطنبول…كيف هذا يارجل..منذ متي هذه القرارات المفاجأة..
نظر له بحقد..هو بالاساس ليس بحاجه لتحليلاته اللعينه هذه..
لمح أوزجان شروده مجدداً، فلكذه بذراعه…
_ أركان..مابك ياإلهي..لقد شردت مجدداً..ماذا حدث بالعالم ليعود اركان لاسطنبول..
اغمض اركان عينيه، وهو يلعن تلك اللحظه التي أجاب فيها جدته، وخالته، فما كان ينقصه الا ذالك الأمر…يكفيه اعماله ومشاكله التي لا تنتهي..
نظر لصديقه، حاسماً أمره ..سيعود ليرى ما يحدث ومن تلك التي جعلت نازلي هانم تلجأ إليه..
_ سنعود في الغد وانت معي..لقد أعددت كل شيء..
صرخ أوزجان مصدوماً..
_ ماذا؟..ولم أنا؟
لم يجد منه غير اللا رد، وتبعها بسخط..
_ لقد انهيت كل شيء، العودة بالغد..
___________
عادت ريحانه للقصر، وجهها لا يفسر ، وجهها من كثره البكاء أصبح كقطعه طماطم حمراء ..
ما أن دلفت لمدخل البيت الا وجدت محمد امامها يجلس علي الاريكه واضعاً يده اسفل خده بحزن..
عادت للخلف من الصدمه..واضعه يدها علي قلبها بحركه مفاجأة..
نظر لها محمد بسخط..فاقتربت منه بتوجس، وجلست بجانبه..مردده بخوف من رده فعله..
_ محمد هتفضل لأمتي مش تكلمني، انا مش اقدر علي كده..
كمان نيلوفر عاوزه تشوفك..وكل شويه بابا بابا..
اغمض محمد عينيه بقوه، وهو يجاهد نفسه حتي لا ينفجر بركانه الخامد بوجههم بقوه من الأمس، ولكنها لم تصمت ما جعله ينفجر بها…
” وليكِ عين تتكلمي كمان..انت وبناتك جبتولي امراض الدنيا بحالها، بنتك مسبتش مصيبه في الدنيا الا وعملتها ، نزلت مصر بيكم عشان امك نازلي هانم تحل عني وعن بناتي، مفيش فايده..خلتها ورا مصيبة حياتي بنتك لما زهقتني وخلت رقبتي زي السمسمه ورجعنا تاني هنا، بفضل اقتراحاتها علي بنتك المحترمه، وقلنا ماشي نصبر..
خلتني مبقتش قادر ارفع عيني في حد وفي النهايه..بنتي متهمه وبايته في القسم..وفي قضية شروع في قتل..يا حلاوه…قسما عظما ياريحانه ما هدور عليها وخلي امك نازلي هانم تخرجها بمعرفتها بقي..”
استدار صاعداً للأعلى..ولكنه استدار هاتفاً بها بقوه ..وهو يشير لشيء ما علي الجانبين..
اتسعت أعين ريحانه ورددت بذعر .
_ ايه دول محمد..؟
اجابها محمد وهو ينظر لابنته الأخري التي تقف بجانب حقائبها منكسة الرأس…
_ دول شنط بناتك اللي حطو راسي في الارض، وخرجوا عن طوعي، من هنا ورايح ملهومش علاقه بيا، ولا ليا علاقه بيهم..
هتفت ريحانه بصدمه..
_ ازاي الكلام ده محمد.؟
_ زي الناس ياريحانه..ولو أنتِ كمان عندك اعتراض، تقدري تحصليهم …
_ كده محمد..هانوا عليك..
_ ايوه يا ريحانه هانوا..
_ طيب وانا محمد هنت عليك .
كاد أن يضعف لولا تلك التي رفعت رأسها ونظرت لوالدتها التي خطفت المسافه بينها وبين والدها بقدم واحده وتمسكت بذراعه..مردفه بنعومه…
_ انا مش استغني عنك ابدا محمد..بس البنات هيروحوا فين يهونوا عليك محمد…
اغمض محمد عينه يكافح نبره صوتها الناعمه المعويه التي طالما اسكرته…
_ ريحانه بلاش اسلوبك ده …مش هيأثر فيا المره دي..يروحوا لنازلي هانم..
وأكمل ناظراً لابنته التي ترمقهم بغيظ..
_ يالا يابت …علي برا وخدي شنط اختك ملكة المصايب معاكِ..
ضربت نيللي الأرض بقدمها وصاحت باعتراض.
_ يابابا بقي… وانا مالي ..الله..
نهرها محمد بغضب..
_ بنت..علي برا مش عاوز اشوف وشكم تاني..كتكم القرف في بلاويكم..ومصايبكم..يلا خلوا نازلي هانم تتربي جبتولي الضغط الله ينتقم منكم انتوا الاتنين..
همت ريحانه أن تتوسله
_ محمد أرجوك .
إلا أن محمد قاطعها..
_ انا قلت كلمه..معترضة وراهم يلا على برا..أن مارييتكم من اول وجديد مبقاش انا محمد..
حملت نيللي حقيبتها الصغيرة، ورحلت تدب الأرض بقدميها بغضب..
_ ماشي يابابا…ماشي .. صبراً
_____________
ماذا تفعل اركان؟
هتفت بها والدة اركان بصدمه ..
_ كما ترين سأعود غدا لاسطنبول ..
_ ماذا؟…لمَ
_ لا اعلم ياامي..لقد توسلتني جدتي وخالتي أمس العوده..
وضعت ريانا يدها علي قلبها، هي تشعر بأن هناك خطب ما منذ ايام..
_ ياالهي..هل حدث مكروه لأحدهم..
_ لا اعلم ولكن سنعلم..سأذهب للخارج واعود..
قاطعته ريانا بسخط، وهي تجز علي أسنانها، وتعديه ليقف امامها بقوه..
_ لن تخرج يا أركان..أو لأقل سيد شهريار..اللعنه علي أفعالك..لقد مر نصف الليل ..متى ستتوقف عن أفعالك هذه..لقد تخطيت الثلاثون…
نظر لها اركان بسخط مماثل..
_ لا تتوقفي عن اذلالي بعمري ياأمي، استمري ستخسريني للابد..هيا .
همت بالرد عليه..إلا أن صوتاً جهورا أخرسهم ..
_ ماذا يحدث هنا؟
اجابه أركان بهمس واحترام..
_ لاشيء ياابي..فقط كما أخبرتك سأعود بالغد .
هز والده رأسه واستدار وخرجت والدته خلفه علي الفور..
_ اللعنه علي تلك الدماء..اللعنه
________
_ تفتكري هنشوف النور تاني يا قدري؟
هتفت بتلك الكلمات اليائسة داليدا التي تجلس علي تلك الاريكه بسجن مركز الشرطه التي يحجزونهم به..
اجابتها نيلوفر وهي تهز بقدميها بلا مبالاه…
_ وانا اش عرفني..ادينا قاعدين..
_ قصدك مسجونين يا نيله مش نيلوفر ظلموكي والله لما سموكي بالاسم ده..ربنا يستر لما بابا يعرف كان يوم اسود يوم ما طاوعتك عالرقص..
اجابتها نيلوفر وكأنها تتأمل في ملكوت اخر..
_ هتعدي زي اللي قبلها…بعد ساعه ..بعد اتنين هتعدي..وهتبقي ذكري جميله أو سيئة
.احنا اتخلقنا عشان نخلق ذكريات..
_ ذكريات سيئه…ذكريات البورش..
ضحكت داليدا بسخط بعدما ألقت كلماتها..
_ بتهيألي لو عشنا نصنع في ذكريات حلوه..عمرنا ما هنسطتعم طعم الحلو…
الدنيا كده حلوه بذكرياتها الوحشه والحلوه..المهم صفاء النفس..
وضعت داليدا يدها أسفل ذقنها مردفه بقهر..
_ نص برودك..وجنانك..وسلام نفسك..مع مليون استر يارب
___________
ينظر لجدته مفتوح العينين، ومتسع الفم …
ههمست نيللي بأذن جدتها..
_ آنا..ماذا به…الم يفهم ما نقوله نحن؟
لكذتها نازلي هانم بكوعها بسخط..
_ اخرسي نيللي انه لم يستوعب كم جرائم شقيقتك بعد..
__ آااه..أوك..اوك..
يتبع.