قصة شغف

رواية الي تلك الجامحة ذات الخلخال الكاتبه اسما السيد الفصل الثالث

الفصل الثالث..

تلك الجامحه..ذات الخلخال..

أسما السيد..

_________

ينظر لجدته متسع العينين، متسع …مذهول مما يستمع إليه عنها وعن افعالها…بأقصي أحلامه لم يتوقع أن يسمع عن فتاه فعلت كل  تلك المصائب .

همست نيللي بأذن جدتها ببلاهه..

_ آنا..ماذا به…الم يفهم ما نقوله نحن؟

لكذتها جدتها نازلي هانم بكوعها، مردفه  بسخط..

_ اخرسي نيللي انه لم يستوعب كم جرائم شقيقتك بعد..

__ آااه..أوك..اوك..معه كل الحق..

عادت بنظرها لأركان حفيدها الأكبر بالعائله  .. بحب..كم تعشقه..ولكنه دوماً ما كان  البعيد القريب منها دائما..

لقد وقعت والدته هي الأخرى بعشق شاب عربي وهرولت خلفه حيث بلاده العربيه لم تستطع اقناعها بالعكس.. كم هي ساخطه علي أولئك العرب اللذين استحوذوا علي قلب ابنتيها.. 

 لطالما كانت ابنتها تلك قوية الشخصيه تتخذ قراراتها بحسم..وبالحقيقه والدهم رحمهم الله من كان يشجعهم علي اختياراتهم..بل ويخبرها بحسم..

_ لا دخل لها بخياراتهم ..فتلك هي حياتهم اتركيهن يشكلوها كما يحلو لهن..

تزوجت ريانا بشريف الدين بعمر التاسع عشر

كان شابا سورياً قوي الشخصيه ذو مكانه اجتماعيه عاليه 

وأنجبت ابنها أركان.. بعمر العشرون وانجبت من بعده شقيقة أريان بعده بعام واحد.. ..

أريان وهو حكايه أخري من قوة والدته ووالده..

فلقد تشرب صلابة العقل والفكر وهو الوحيد من لا تستطيع أن تجادل معه ولا تردف بحرف ..

انتفض أركان ما أن استمع لاسم داليدا ابنة خالتهم الأخرى والتي هي نفسها شقيقة أوزجان ابن خالته وشريكه وصديق طفولته..الذي من المفترض أن يأتي  الي هنا بعد قليل…

ويسمع ما يستمع إليه…

استقام مصعوقاً..كما استقامت نيللي متسعه العينين …

مردفه ببلاهه..

_ ماذا يا سيد أركان..؟

ارتعبت ما أن  لمحة نظرة الشر بعينيه..وجلست بمكانها تهمس بأذن جدتها..

_آنا..ما به هل سيتحول الآن ويبتلعنا ام ماذا ..؟؟

اجابتها جدتها بذعر فهي تعلم جيدا دم احفادها الحار..وتعلم ما قد يفعله أوزجان بشقيقته..قد تصل لمنعها من البقاء هنا. 

_ بل سينفجر..بنا الان …

اكملت وهي تنظر لأركان برجاء..وقد فهمت سبب غضبه..

_ لا تخبر أوزجان يا أركان..فداليدا اقسم لك..ليس لها أي ذنب..لقد وقعت بشرك نيلوفر…

همست نيللي بخوف…من نظرته..

_ آنا ياالهي هل سيأكلنا..اشرحي لي ..انا لا افهم معظم ما تتحدثون به .

نظرت لها الجده بسخط فلطالما دفعت بهم لتعلم التركيه بلكنتها الصحيحه ولكن لا فائده منهن..بنات ابنتها ريحانه هم فرع منشق تماما عنهن.. وخصوصاً نيلوفر لقد فقدت الأمر فيهن…وفي تعليمهم..

له الحق والدهم في ما يفعله…ولكن اي حق وهي المدانه الوحيده بما يحدث.. 

ولكن ..صراخ أركان أتي كزلزال  هز أركان القصر..

_  ياالهي هل هكذا تصونين الامانة يا آنا..؟

هتفت نيللي متسعة الفاه مجدداً

_ أي امانه يتحدث عنها..هل تداين أحد منه شيء يا آنا..

_ وهل هذا ما وصل اليه عقلك يا ملكة غباء الدنيا ..

حكت نازلي رأسها  مردفه ببلاهه..

_ بل هذا ما استطعت فهمه من لغتكم الغريبه هذه…

نظرت لها الجده بلا فائده…وغيظ..وهي تدعو علي اباها بنفسها..فهو وحده المسؤل عن عدم اتقانهم التركيه..لقد أصر علي تعليمهم بمدارس خاصه عربيه كنايةً بها بصغرهم…حتي أصدقائهم كان يحرص علي مصادقة العرب فقط…

والدهم..واه منه..

زفر اركان بغيظ من تلك البلهاء التي تعلق علي كل كلمة له…لطالما سمع قصصاً عن بنات خالته ريحانه وعن جنانهن ولكن لم يصل باقصي تفكيره لتلك المصائب أبدا…

نهرها بغضب وبلفظ أخرجه من شفتيه أذهلها..فلم تستوعب من بعده شيء آخر..

_ اخرسي انتِ..اخرسي واللعنة..

شهقت نيللي ببلاهه…

_ ايه..انت يا جدع انت..بتقول إيه..انت اتكلمت عربي ولا اتهيألي انا كده..

لا اوعي تفكر انك عشان ابن خالتي هسكتلك..لا دا أنا

شهقت بصدمه وهي تلمحه يرحل من أمامهم..غير عابئاً بصراخها..يتمتم بسخط..

_ الحقي يا تيته دا المز مشي ..

تخلت نازلي هانم عن برستيجها وهي تمسك رأسها بكفي يدها…

_ أمان ياربي أمان..منك ومن شقيقتك لقد فاض الكيل بي من ليله واحده..فكيف سأتحمل ياربي..هاتان البلوتان..لقد انتقم مني المصري اشد انتقام..لقد نال مني جيداً..

عبست نيللي بشفتيها ..

_ ايوه ..ايوه اقعدي اندبلنا كده ياآنه بالتركي .وسيبي المشكله الاساسيه..

نظرت لها نيللي مجددا بصدمه وهي تجمع بعض الكلمات برأسها..

_ نهار اسود..أنتِ زهقتي مننا ياآنا..لا اهدي كده ..دا لسه العقاب في أوله .

الجده بهمس..

_  ياإلهي..انها البدايه فقط..لطفك ياالله..

خرجت نيللي وهي تحمل حقيبتها بلا مبالاه…لتلحق بميعاد درس البيانو الخاص بها..وتركت جدتها تولول بالتركيه ..

فزاز 

_ يامز انت انا عليا النعمه مافاهمه كلمه من برطمتك…فوفره لنفسك..

اتسعت أعين ذاك الذي كاد يصاب بنوبة قلبيه من برودها وهو ينظر لها  متسع الفاه، وهي تعاود  السير بين السيارات غير عابئة بشيء.. 

_ هااااا

________

_ لا ياامي ريحيلي حالك  انا مابدي أتزوج …راح كمل تعليم لحتي أخذ الدكتوراه..

هتفت بتلك الكلمات   سيلدا  ذو ال ٢٣  عاما  بعامها الرابع بكليةالطب جامعه القاهره..

_ مابيصير هيك يا سيلدا ..بيك ما بدو هيك…اي بنت مصيرها للزواج يابنتي ..ونحن هون مانا ببلدنا يابنتي..إذا بنعيشلك اليوم مابنعيشلك بكره..

نظرت لها سيلدا  بغيظ من تلك الاسطوانه اليوميه التي تعلم تماما انها خاصه بوالدتها ليس لوالدها دخل بذلك الحديث..

وهتفت  ببرود وهي تعد حقيبتها للرحيل..

_ إذا بدك تقولي شيء ياامي لا تلفي وتدوري علي…

خبريني  علطول..مين عريس الغفله…

اقتربت راما والدتها منها..مردفه بسعاده..

_ هيك بتفهميني طوالي ياسيلدا..

_ ايه أمي..يفهمك من اول ما بتقولي يا سيلدا..

بس بعرفك..قبل ما تحكي…

أن طلب ابن طنط سعاد صديقتك مرفوض…

_ييييه …من وين عرفتي أن اكرم بدو ياكي..

_ سمعتك ياامي..وانت بتحكي ..والله ياامي إذا ما بتبطلي هيك حركات..برحل لعند خالتو ريحانه..وكمان بقول لأبي..

_ ييييي…لا..ما صدقنا حالك انصلح من يوم ما بعدتي عن نيلوفر ونيللي..لاااا..لا تتزوجي..بس اعملي حسابك أن عمك شريف الدين..بدو يزورنا اول الاسبوع…

_ عنجد..

_ ايه ..حكي لبيك البارحه..وقالوا إنه بدو يجي مع الوفد تبع الشركه اللي هيتعاقدو معها..

_ ايه ماشي…يالا بشوفك المسا..

_ اي مسا…قولي اخر الليل..

_ أمي…شو بدك ..اقعد جارك..مااتعلم..

_ لااا بدي تتزوجي …قرفت منك..

_ الاولي زوجي ولدك زياد اللي سارح ببلاد الفرنجه 

_ ماانو سارح ياغبيه..بيدير شركة بيك وعمك..

_ ايه..صدقتك انا…علي اساس مااني عارفه كل شيء..

_ فلي يا سيلدا..مااني طايقتك..

_ ايه رايحه..رايحه..ما بتششطري الا علي…

__________

انت جايبه برودك دا منين يا شيخه ..يا ميلة بختك ياداليدا …ياريتني رجعت لاامتطت الاسكوتر الخاص بها…مطلقه ذراعيها للريح…تقهقه بسعاده علي الطرقات…

غير عابئه بأي شيء…

_أيتها المعتوهه..الا ترين أمامك…

هتف بها ذاك الذي كاد يدعسها وهي بعالم اخر تضع سماعات الاذن وتفتح ذراعيها للريح كما الملكات..

هكذا رآها…وهو ينظر لها بغيظ…

أوقفت الاسكوتر ..وخلعت السماعات من اذنها..

وهو مازال يتمتم بالتركيه بلا صمت..

هزت كتفيها بلا مبالاه وعادت لتضع سماعاتها مجددا…مردفه باستمي ولا اتنيلت سمعت كلامك …

عقاب أوزجان  ولا النومه ع البورش..

اه ياني .. يااني..لو أبويا عرف ولا أوزجان..هيجطعوني جطيييع..

هتفت نيلوفر بضحك..وهي تجلس بأريحية  تمضغ علكتها….

_ ايوه بقي يا جمالك بالصعيدي يادودو..

نظرت لها داليدا بسخط..

_ منك لله يانيلوفر ..منه له..انا اللي طاوعتك..وانت اصلا كتلة مصايب ماشية عالارض..وياما حظرتني أمك مفيش فايده

عبست نيلوفر بشفتيها، وأكملت بسخط..

_ حتي أنتِ ياريحانه بتحظريها مني..منه له..

واكملت وهي تعتدل بجلستها..

_ لعلمك انا ملاك ماشي عالارض..وهما أصلا اللي بيجروا شكلي ..

لوت داليدا شفتيها واكملت بكذب

_ طبعاً طبعاً أنتِ هتقوليلي 

أكملت نيلوفر بثقه..

_ طب بزمتك ألبومه اللي كنت هموته ده..مش هو اللي بدأ..

انا يابنتي دائما رد فعل..مفعول به .مش فاعل أبدا..

فتحت داليدا فاههاا بصدمه..

_ أنتِ ايــه…

__ ملااااك..

_ اه قولتيلي….منه له..

________ 

تجلس علي صفيح ساخن..

قلبها يغلي على ابنتها وابنة شقيقتها الوسطى  ماريانا التي تركت ابنتها لهم لتعيش بكنفهم ..وهي مطمئنه عليها…بعدما أبرمت لها وعداً بالاعتناء بها..وعلي وعدها اطمئن شقيقها  أوزجان وأبيها عليها

ازدادت رعباً بعدما علمت من شقيقتها صباحاً أن أوزجان شقيق داليدا قد أتى مع أركان برحلته…ليتها أخبرته من البدايه وصارحته..هي نفسها تخشي ردة فعل أوزجان وأركان علي فعلتهم..

تمتمت كوالدتها بذعر..

_ أمان ربي أمان لطفك يارب..

كل الامور تفلت من تحت زمامها والسبب بكل ذلك هي ابنتها ووالدتها سامحها الله .

داليدا ليس لها ذنباً إلا أنها تابعه لابنتها صاحبة العدد القياسي للمصائب بالعالم أجمع..

أشاحت وجهها بحرص عن زوجها الذي ينظر لها باهتمام…يراقب ردات افعالها..وبرطمتها كوالدتها كما يخبرها دوماً..

سحقت شفتيها بأسنانها تكتم غيظها، وهي تلوم نفسها علي تركها لوالدتها كما أخبرتها ريانا اليوم  لتملىء رأس ابنتاها بالتفاهات..

ونست تماما أمر أن والدتها نفسها كانت تتمتع بنفس ذات العنفوان بالصبا وكان والدها رحمه الله دائم الحديث لهم عنه..ولكن بضحك..وهو يخبرهم بفخر أنه هو وحده من فاز بها..

والدها حقا كان عاشق لجنون وعنفوان والدتها بل ويطاوعها بكل شيء..ولكن بحرص حتي لا ترتكب الأخطاء..

تُري هل ستجد ابنتها رجل عاشق لها كوالدها، يهديء من عنفوانها ويجعلها تردخ حقا إليه..أم أن بالفعل كما يقول زوجها..

أنها تريد رجل..” قوي الشكيمة يعيد تربيتها من البدء”

كم تدعو الله سراً أن يمنح ابنتها شخصاً متفهما عاشقاً لها يشاركها كل شيء..لا يقيد حريتها ..بل يتفهمها وينظر لها كأنها كل شيء له..

همس ساخر من محمد..لريحانه الشارده جعلها تنظر له بسخط .

” اللي واخد عقلك يطفحه، ياأم جلابة المصايب وأختها صحبة الندامه”

أشاحت بوجهها عنه، ساخطه علي كل شيء…وعلي حديثه المؤنب لها، طيلة الوقت.. يحملها به كل شيء..وهو محق..

كلما رآها يخبرها بلهجته المصريه التي تعشقه وهو يتحدث بها..

” دمرتِ الدنيا أنتِ وأمك..وخيبتي بناتي ، منك لله يانازلي يابنت الباش كاتب ..منه له”

لو كانت بموقف اخر لأطلقت لضحكاتها العنان، محمد وطريقته هذه بالحديث تثير اعجابها وسخطها بذات الوقت، لا تنكر أن السبب الأول لوقوعها بعشقه هي خفة حديثه المتوارثة من عائلته بأكملها، والدته ووالده رحمهم الله أيضا كانوا يتمتعون به…

لقد عاشت معهم سنوات طوال بسعاده، يغلب علي حديثهم خفة الدم ، والمرح ..لم يبيتوا  يوم بنكد..لطالما كانت تتفنن والدته بصنع المرح..وهو ما جعلها تعشقها وتنسي لها كل  شيء..

كم  تحمد الله أن ابنتاها ورثتها خفة الدم من أهل والدهم..وياليتهم ورثوا طباعهم المسالمه..ولم يرثوا من جنان والدتها شيء…ياليت..

كم تنعي حظها أنها ودونا عن  باقي شقيقاتها ورثت ابنتيها جنان وطباع والدتها ..

قطع شرودها، رنة جرس المنزل، فهمت سريعاً..ولكنها لم تكد تتحرك من مكانها..الا وصوت محمد الساخط يجبرها علي الجلوس مره أخري بأمر..

_ وأنتِ من أمتي بتجري تفتحي الباب يا ريحانه هانم طول عمرك بتقولي دا شغل الخدم يامحمد….

اقعدي مكانك  في خدم يفتح غيرك..ولا أنتِ مستنيه حد بقي…

نظرت له بغضب، وهتفت بسخط..

_ مش مستني حد محمد..دا اكيد اركان ابن اختي ..

نظر لها محمد بدهشه..

_ أركان..وايه اللي جابه يعني؟؟

_ ايوه محمد … أركان أنا طلبت منه يجي يطلع بنتي. بما انك رافض محمد..ولا عايزني اسيب البنت في سجن العمر كله..

جز محمد علي اسنانه، وهو يجاهد الا يصيح بها، إلا أن صوت أحدهم القادم من خلفهم قد أنهى تلك الحرب البارده. 

_ مرحبا خالتي..

_ أركان حبيبي اشتقت اليك..

كانت تلك كلمات ريحانه التي تبعت كلماتها بالفعل..وهي تفتح ذراعيها لأركان..

قبل أن يمسك محمد بها من الخلف مبعدا إياها عنه مردفاً بعربيه في اعتقاده ان أركان لن يفهم عليه.

_ تعالي هنا رايحه فين …هتحضني شحط مش مكسوفه من نفسك ..

_ الله محمد دا ابن اختي مش ينفع كده..مش بقيت طبيعي أبداً..دي عيشة تقصر العمر. 

_ أنتِ بتبرطمي تقولي ايه ..خدي تعالي هنا..

كل ذلك أمام أركان متسع الفم ..يخبر نفسه..

_ ماذا يحدث..يبدو ان كل العائله تعاني بصمت..

____________

بعد يومين..

فتحت نيلوفر ذراعيها للريح تستنشق رائحة الحرية ..

_ هيييه تصدقي يابت ياداليدا ريحة الحريه حلوه بردو..

دفعتها داليدا عنها بسخط وهي تشم برائحة ثيابها بقرف..

_ لا وأنتِ الصادقه دي ريحة هدومك المنتنه من قاعده البورش .

قهقه عاليه من نيللي الاتيه من خلفهم..مردفه بإشمئزاز مصطنع منهن ، وهي تمسك بأنفها ..

_ ياااع ايه القرف ده…ريحتكم طلعت وملت الدنيا..

التفت نيلوفر لشقيقتها وهتفت بها بحقد..

_ اهلا بالنداله كلها..بقي يابت اتسجنلي يومين متفتكرنيش فيهم حتي بعيش وحلاوه..

فتحت نيللي ذراعيها لها مردفه بضحك..

_ أختي.. وحبيبتي وبنت خالتي الواطيه..وحشتوني أوي بجد 

تعرفوا…؟.

هتفا معا بسخط..

_ ايه يختي..؟

_ تعرفوا اللي جرالكم ده..بسبب ايه..

_ ايه سببه ياأم العريف..

هتفت بها داليدا بغيظ .

فأجابتهم نيللي بصدق وكأنه حق . ..

_ سببه ندالتكم..فيها ايه يعني لو كنتوا قولتوا لي …يانيللي ياحبيبتي هنخرج..كنت هكلكم..اديكم لبستم واستمتعتوا لوحدكم بالبورش..

أمسكت نيلوفر بشعر شقيقتها سريعاً علي حين غره …

فصرحت نيللي بذعر..

_ ايه ده..دا بابا..بابا..يلهوي..

انتفضت نيلوفر بذعر من مقابله والدها..ولكنها التفت ولم تجد شيء خلفها، إلا أن نيللي قد هرولت بعيدا..لتجاور جدتها بالسياره..

هرولت داليدا ونيلوفر لنازلي  التي خرجت علي الفور ما أن رأتهم ..

نيلوفر بسعاده..

_ آنا ..حبيبتي..يا مشرفاني ومطلعاني من مصايبي  واحده ورا التانيه..ومش مخلياني محتاجه لحد

ضحكت نازلي وهي  تبادلها أحضانها بسعاده …مردفه  بحب..

_ طبعا..وهل استطيع غير ذلك  ياقلب آنا..ولكن الموضوع تلك المره كان أكبر حجماً..ولكن لا يهم..يكفي انك بخير انت .وابنة خالتك..حمداً للرب..يجعلها ربي آخر كارثة لكم..

نظرت لهم داليدا بسخط…

_ وانا بنت البطه السوده ياآنا ماشي..

نظرت نازلي لها بغيظ من كلامهم التي لا تفهم معظمه..

_ قلت لكم مرارا تحدثوا بالتركيه..انا لا افهم الكثير من حديثكم الشعبي هذا..

لوت نيلوفر فمها بسخط..

_ وأنت امتي تعرفي يا آنا أن التركي عندنا بعافيه شويه..

ضحكات عاليه..ملأت السياره، وكأن  شيئاً لم يحدث لهم من قبل..

بعدما أصرت نيلوفر كعادتها أن تتولي القيادة ..

ولم تعي لأولئك الذين يتبعونها..

محمد بغيظ..

_ شايفه بنتك يا هانم..ولا هاممها  مصايبها ودخولها السجن…

أن ماجبتلي إنفرت بسبب قلة ادبها ..

_ الله محمد مش فرحانه بخروجها..سيب البنت تفرح محمد مش كفايه طردتهم محمد

كاد يفلت ضحكه من أركان علي زوج خالته وخالته،  الذي يستمع لحديثهم غير واعين أنه يفهم اللغه ظهرا عن قلب خالته وزوجها عالم آخر من الحب..عالم ود لو يحيي به مع إحداهن ذات يوم..

عاد ليشرد بتلك كتلة المشاكل المتحركة..ذات الثبات الانفعالي الذي لا يوصف فلقد ابهرته حقا باجاباتها الجريئة  المقنعه أثناء استجوابها رغم عدم اتقانها للغة الأم هنا..بل وقلبت السحر عالساحر وجعلت المجني عليه يعتذر منها..

ذاك المجني عليه الذي كلما تذكر سماجته ود لو حقا قتلته وترافع عنها ويقسم لو لم تأخذ البراءه لهربها وهرب معها..

ذاك اللذج الواقع بعشقها حد أن يتنازل عن كل شيء ولا يتهمها بشيء..

انتبه علي حديث زوج خالته الموجه له..

_ أركان يابني أقسم  لولا قدومك ماكنت قدمت معك ولا كفلتها لتخرج كنت تركتها بضعة أشهر علها تتأدب..

_ لا عليك يا عمي..لقد مرت..ولكن يجب علي أوزجان الا يعرف بشيء، لقد أقنعته بصعوبة  بالخروج بمفردي..ولولا ذاك التوكيل منه الي..لم استطعت اخراج داليدا..وكنا اضطررنا لاخباره..

نظر محمد لزوجته بسخط..

_ شوفتي عمايل بنتك وبنت اختك المهببه وكله بسبب إمك وصلتنا لفين.

_ خلاص محمد ..انا متأكدة هي هتوب مش اعمل كده تاني..

_ كانت تابت من قبل..ال تتوب ال..دي عاوزه واحد يشكمها ويربيها ..ي

بس هيجي منين وهي مطفشاهم اول بأول ..منك لله يانيلوفر انت ونازلي هانم..حتي الواد اللي كل يومين فتحاله دماغه وواقع فيها لشوشته كانت هتقتله ..

همست ريحانه به..

_ محمد..انت نسيت أركان..هيسمعنا..وطي صوتك الله…

__________

بعد يومان آخران  قضتهم ببيت الجده  بالنوم ليلا مع نهار حتي أنها رفضت اجتماع العائله وقضته بالنوم..

اليوم استيقظت بنشاط وقد أخبرتها نيللي بطرد والدهم لهم من المنزل..

حل الليل وقد اشتاقت للحريه ، وجموحها كالعاده يغلبها

الجميع نيام..أو ظنت هي ذلك..

تسللت ليلا وحدها بعدما رفضت كل من داليدا وشقيقتها التسكع معها..وهي بغبائها لم تهتم لرفضهم لاول مره ورحلت من غيرهم..

بالبار مع صديقها  زياد…

_ بقولك ايه..هو ده اللي عندي..

_ يا نيلوو مينفعش..انت كل مره تعملي معاه كدا..

_ ياعم سيبك منه..وكل مره بياخدهم ويسكت..دا نصاب، مفكرنا بقي هاي كلاس وكده..ميعرفش اننا هرشينه

قهقه زياد عليها..وهو يمد يده بجيبه ليدفع باقي المال .

فأمسكت بيده.. هاتفه بغضب..

_ انت بتعمل.ايه؟

زياد بضحك..

_ هدفع يانيلووو ..عشان نروح..مش عاوز انام عالبورش..كفايه بسببك مش عارف اشوف داليدا..وكنت هموت وهي في السجن مش عارف أشوفها..ولا أعملها حاجه والسمج ده مصمم يشوفك وانك تقوليله بحبك عشان يتنازل عن الشكوي..

نظرت له بسخط..

_ متفكرنيش بيه..احسن وربما أروح أعزه عيل ناقص..

زياد بقهقه..

_ الا صحيح يانيلووو قلتيله بحبك..وطلعك..

همت أن تضربه هو الاخر إلا أنه رفع يده لها بالسلام..

وهو يعيد سؤاله عن داليدا..

_ ما هي اللي جبانه اعملك ايه يعني..مرضيتش تخرج..

وبعدين  تعالي هنا خلينا في موضوعنا قلت مش هياخد غيرهم 

_ أزاي بس

_ هو كده يعني هو كده. انت بتساعده عالنصب .دا نصاب بينصب هو في كده..هي تمنها كده…شوف المنيو ..وشوف اللي طالبه ..

جاء ذلك النادل  العربي من خلفهم..

_ خلاص يا انسه حسابك اندفع.. الحمدلله ..

شهقت عاليا ..

_ نعم ياحلولي..ومين بقي اللي دفعلي..

_ الاستاذ هناك..

نظرت بإتجاهه، وعرفته علي الفور، هو ذاك المحامي الذي أخرجها..

فنظرت له بسخط  وهي تخطو بإتجاهه

_ هو هيبقشش عليا ولا ايه…لا ..دا أنا..

قبل أن تتقدم خطوه أخري ، قاطعها زياد ممسكا بيدها..

_ اهدي يا وحش..كده مينفعش..احنا لسه ماارتحناش 

نظرت له بغضب، ودفعت يده ..

وعادت تخطو إليه ولكن فجأة .اختفى..

_ ايه ده..هو راح فين..انت ياااا..

_ نعم ياانسه..هو راح فين الاخ..

_ معرفش….

____________

“ذات مره اخبرني أحدهم أن كل شيء نمر به بحياتنا سيمضي، سيمر مرور الكرام، وسيصبح ذكري..ذكري ننقشها نحن بأيدينا..في دفتر الذكريات..

ف نحن من نزرع الورود ونحن من  نجني الشوك بدلا عنه في موسم الحصاد..

بإمكاننا  نحن البشر أن نقضي العمر نتساءل بغباء كيف لتلك النبتة الصغيرة بشكلها البراق  أن تثمر شوكاً مع الوردات، كيف بغمضة عين ينغرس الشوك بأيدينا ، ونحصده بدلا عن ما نبغاه…

نحن لا نقتنع أبداً… أن لو لم يجرحنا  الشوك لما عرفنا قيمة الورد…

فتلك هي حياتنا تؤرجحنا علي الشوك ، و تذيقنا المر جرعات، حتى ما أن يأتينا الحلو نحمد الرب…الحياه ياعزيزي ذكريات نخلقها نحن…فإما أن نحسن صُنعها أو نيأس، ونصنع زكريات بكل الكره، وبكلتا الحالتين ستمر…مؤكد ستمر..

وتصبح ذكري…ذكري نتذكرها سواء كانت خيراً أو شر…فأحسن صُنع ذكراك..يُحسن لك كل شيء لديك”

#أسماالسيد

يتبع…

error: Content is protected !!
Scroll to Top