الفصل التاسع
من روايه/
الي تلك الجامحه ذات الخلخال
اسماالسيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ____
___________
_ اتاخرتي ليه..؟
_ يالهوي خضتني..
_ والله بجد..أنتِ عارفه انا مستنيكي من امتى؟
_ غصب عني..علي ماعرفت اخلع من البيت..
_ خلاص عفونا عنك… يالا ..
_ هنروح فين ..؟.
سألته بتوجس وهي تسحب يدها من يده بخجل..
_ خايفه مني …
_ لا مش القصد ..بس ياأحمد الوقت أتأخر …ولو ماما عرفت وبابا اني خرجت مش هي رحموني..
_ طب واللي يعلمك طريقه تخرجي و تدخلي بيها من غير ماحد يعرف…
_ بجد..ازاي؟
_ الاول عندك استعداد للمغامره…
_ انا كلي استعداد بس مش لاقيه اللي يوجهني..
هتفت بكلماتها تلك بضحك..
_ خلاص يبقي نتعاهد..
_ علي ايه؟
_ على أنك تصونِ عهدي..
_ أنا عمري ما بخون انت متعرفش وعدي..وعد نيلوفر ميتخنش
قالتها بفخر..وهي تشير على نفسها
_ ياديني ع الواثق من نفسه…يالا ياستي بينا ..اتأخرنا مش هعرف افرجك علي حاجه
_ طب هنروح فين؟
_ مفاجأة
بعد ساعه..
_ الله يا احمد…ايه الجمال ده..
_ ياروح احمد من جوه ..عجبك المكان..
خجلت من حديثه واحمرار وجنتاها..فهتفت سريعاً
_ جدا..انا اول مره اجي هنا..
_ بجد اول مره تزور ي الأهرامات..؟؟
_ اه مستغرب ليه…طول عمري بسمع عنها وبشوفها فى التليفزيون بس اول مره اشوفها…
_ غريبه..؟
_ ليه غريبه..
_ لأنك كنتِ بتيجي البلد وعمرك مازورتيها…
_ انا كنت باجي هنا إجازات اه..بس عمري ماجالي فضول اشوفها..رغم اني ببساطة كان ممكن اجي محدش هيمنعني
نظر لها احمد بصمت..و استدار بوجهه جهة الهرم الأكبر.. مردفاً وهو يشير عليه..
_ تعرفي ايه عنه؟؟
نظرت نيلوفر للهرم الأكبر بتمعن وذهول من كبر حجمه..
_ دا الهرم الأكبر…
_ صح..وايه تاني..
هزت نيلوفر كتفيها ببرود..
_ مش فاكره اسمه.. للأسف
_ طب تعالي ورايا…
_ ايه هنروح فين..؟
هتفت نيلوفر به وهو يمسك بكف يدها …لتسير معه..
_ هعرفك تاريخ بلدك…حته ..حته..
_ بس انا عمري مااعتبرتها بلدي…
_ ليه؟؟
_ مش عارفه مبحسش اني بحب هنا..معنديش انتماء لهنا..انا بموت هنا بالبطيء..
_ حتي وأنتِ معايا..
_ لا..انا…
_ أنتِ ايه ؟
_ حاسه اني ابتديت احب هنا..؟؟
_ يابركة النبي..يعني في أمل؟؟
هتف بها أحمد بسعادة لم تخطئها عيناها..فهزت رأسها بالإيجاب واكتفت بذلك..
احترم خجلها وهو يهتف بحماس…
_ بس من النهارده ملكيش بلد غيرها..وعشان كده لازم تعرفي كل حاجه عنها..
_ بس انا عاوزه ارجع تركيا ياأحمد..
_ وتسيبيني…؟.
التقت نظراتهم هي بحيرة وهو بحيرة أكبر منها…يحدث بينهم شيء غير مفهوم..ليته لم يلتقيها..ياليت.. طرقهم لم تلتقي يوم..يشعر بالنقيضين يمزقان قلبه …الحب والذنب..معا…
أغمض عينيه بألم…
_ تعالي يالا..ولو مكتوبلك ترجعي تركيا هترجعي..
ودلوقتي يلا نكمل…
قالها بحزن بين طيات صوته شعرت به عالفور..
وسرعان ما ضحكت وهو يجرها خلفه …ويهمس بتشجيع لها..
_ احمد هقع.. انت مالك شغوف اوي كده بالآثار دي…انا عمري ما شوفتك متحمس كده غير دلوقتي..
_ عشان دا شغلي…
_ بجد..ياأحمد ..انت اول مره تقولي الكلام ده..
_ عشان عمرك ماسألتِ؟؟
_ انت مين بجد؟
سألته بفضول يزداد بقلبها كلما رأته..
_ أنا أحمد..يانيلو..
قالها بضحك وحماس ظهر جليا بصوته..وهو يدخلها بصوته ذو البحة المغريه لعالم عشقه..وهوسه.. عالم الآثار ..
وكأنه ألقى عليها تعويذه سحريه…وهو يشرح لها منذ خلق الله الخلق وتكون الكون ..وكيف بُنيت الاهرامات..
تقسم لقد خلق للشرح..أو ليلقي المحاضرات..له تأثير عجيب عليها ..
_ أحمد..
همست باسمه بشرود..
_ ياعيون أحمد..
_ ازاي المصريين يقدروا يشيلوا الحجارة دي كلها..
تعرف أحمد زمان قريت بكتاب حاجه غريبه اوي..بس مكملتش قراءه فيه..أو مهتمتش..
_ حاجة ايه…اسألي كل اللي نفسك فيه..وانا هنا عشان اجاوبك..
_ مش عارفه احمد بس قرأت أن كائنات من العالم الآخر ساعدوا المصريين عشان يبنوا الأهرام بالحجم ده والارتفاع ده..
قالتها بذعر من ذكر العالم الآخر..جعلته يبتسم من خوفها..وانكماشها كطفلة هكذا بالقرب منه..
ود حينها لو يخطفها لأحضانه يطمأنها بين ذراعيه..
_ امممم..هو في أقاويل فعلا كتير..بس ده م.يخلناش نتأثر بالكلام ده..ونقلل من فخرنا بعظمة تراثنا وقدمائنا المصريين..
_ ازاي..هو ممكن احمد يكون الكلام ده صح فعلا..وفي بسم الله الرحمن الرحيم بي.حرسواا الاماكن دي..
ضحك بصخب..وهو يمسك بيدها..وعينيه تشع بالشغف للاستماع لها ..
_ سيبك من الكلام وتعالي اوريكِ حاجه عمرك ما تدخليها غير مع أحمد رضوان..
_ بجد..حاجة ايه؟
غمز لها بطرف عينه..وهو يمد يده بجيبه يخرج شيئا منه يشبه بطاقة تعريف شخصية..ويمد يده بها لكبير الحراس علي الاهرامات التي أردف عالفور..
_ اتفضل ياباشا…طبعاً
ضيقت عينيها ..
_ باشا…؟؟
_ عجبتك الكلمة..قالها بضحك..وهو يمسك بيدها
يدلف بها داخل الهرم الاكبر..
_ احنا هندخل جوا بجد..دا ممنوع للزوار…شوف مكتوب هنا…مش هينفع احمد..
هتفت بذعر وهي تخلص كفها من يده المطبقة عليها بقوة..
قربها منه وهمس لها بحسم..
_ مع أحمد رضوان..اطلبي واتمني..كل شيء في الدنيا يكون تحت رجلك..وكل المحظور يفتح لك…
ارتجفت داخليا من نبرة صوته…احسن انها داخل فيلم مافيا..
_ انت مين احمد..انا خفت منك..اوعي سيبني..
بحنو لم يعد يفهم نفسه بسببه..همس لها وهو يطبع بشفتيه قبله رقيقه علي كف يدها المرتجفه..
_ اوعي تخافي مني..اوعدك اني مافي شيء يمسك طول ماانتِ جنبي..
_ بس انا عاوزة ابقي اقوي واحده في الدنيا..لوحدي..مش اتحادي في حد..
قالتها بابتسامة مرتجفه تلطف من ذعرها..
_ لكِ هذا يااحلي نيلوو..يالا بقي..
_ بجد أحمد..
_ أنا عمري كذبت عليكِ
_ لا…
_ طب يالا..
_ يالا فين؟؟
_ ندخل أنتِ لسه بردو خايفه…
قالها باضحك ..
_ لا..بس بردو معرفتش انت بتشتغل اية احمد؟
ابتسم وهو يرفع كتفيه لها بلا مبالاة..
_ ما انا قلتلك..قبل كده..انا عندي شركة سياحة..ولو فكرتي شوي هتعرفي ان دا شغلي..
_ بس احمد..؟.
_ مش بس طبعا..
انا معيد بكلية الآثار…يعني أنتِ هنا بمكان عشقي..
_ قد كده بتحب الآثار ..
_ من صغري وأنا عايش بيناتهم..
_ بيناتهم..؟؟
_ اه بيناتهم..هو أنتِ متعرفيش..
_ لا..
_ اصلي انا من الاقصر..
_ صعيدي..؟.
_ شكلك مش بتحبي الصعايده…
_ لا..بس اصلي..
_ اصلك ايه؟
_ اصلك مش باين عليك خالص..
_ ازاي مش باين..؟
قالها بت..يه لا يأتيه إلا بحضرتها..وهو يتأمل عينيها التي تشع بجمال خاص بشغف
_ احمد ابعد…مش قصدي..اصل لهجتك مش شكل لهجة عم عبده الحارس بتاعنا.هو صعيدي بردو.. و بيت.كلم لهجة تانيه..
قهقه علي خوفها منه..وهي تدفعه بكفها بصدره ليبتعد عنها..
_ بطل ضحك..انت رخم اوي علي فكره احمد…
قالتها بسخط وهو يقهقه
قبل أن يقطع ضحكاته صوت هاتفه ليتركها سريعاً ليجيب عليه ..
_ أحمد ..استني..
_ ثانيه واحده ياعمري…وأكون معاكِ..
_ أحمد..أحمد..
همسها بأسمه طوال الثواني السابقه كان كنصل سكين يغرز بقلبه..
ابتعد عنها سريعاً..وهو يراها تجاهد لتفتح عيناها..
وتأخذ انفاسها بوجع واضح علي وجهها وهي تجاهد لتلتقط شيئاً ما ..
وجع انتقل إلى قلبه لا إراديا..لا يعرف كيف ولمَ..؟
كان يتوقع سيناريو اخر بعدما تفتح عيناها وتجده بالقرب من خاصتيها..كان يتوقع جنونا..وتمرد منها..بل قتل مع سبق الاصرار ..
ولكنها كانت ساكنة تماما..وكأنها تتخيله..تتخيله شخصا آخر…
اتسعت عيناه..وزادت اشتعالا وهو ينظر لها..وهي مازالت تتخبط بتوهانها..وكأنها ليست هنا..
_ أحمد.
اللعنه عليها وعليه..وعلى تلك الظروف القاحلة التي جعلته يلتقي بها..
ضرب بقدمه تلك الشجرة المقابله له..ينفث عن غضبه ..حتى لا ينفثه عليها هي..ويريها الفرق الشاسع بين الرجال..وبين اشباه الرجال كيف يكون.؟
انتفض بمكانه ما أن أمسكت بشيء حصلت عليه أخيرا من تلك الحقيبة المعلقة بذراعها كل تلك الفترة ولم ينتبه لها..
_ ماهذا ياالهي..؟
اقترب عالفور ويبدو أنها كالعاده بكل ما يخصها تنسيه كل افعالها…
_ ماذا…نيلوفر…انظري لي..دعيني اساعدك؟
قالها بحنو استغربه هو نفسه بنفسه..قبل أن تستعجب هي الأخرى منه هو..ومن وجوده ومن حنانه..وكأنها…..نست تماما انه هو …أركان…لا أحمد رضوان …
_ انتَ..اااه..
نظر لها بألم دب بقلبه..ووجع …
_ دعيني أساعدك…
كادت تعترض لولا عوده الم صدرها وسعاالها الحاد الذي لا يسمح لها بأية اعتراض …لقد شهد ذاك النذل شهريار علي ضعفها وانتهى الأمر..
فكرت بحزن بنفسها..وهي تعتذر له بالخفاء ويبدو قد فلت زمام الأمر منها وخرج للملأ…
_ اسفه يا أحمد..هخلف وعدك وابين ضعفي ..
الألم الذي ارتسم على صفحة وجه اركان كان ابلغ من اي حديث وهو يرفعها بحنو علي ذراعه..ويسعفها بتلك البخاخه إلي أن هدأ سعالها..وانتظم انفاسها..ونامت عالفور..
_ نيلوفر..استيقظي..
_ عاوزه انام يا أحمد ..سيبني شويه..
اااه حارقه خرجت من صدره غصباً عنه…وهو يضرب بقبضة يده الأرض بجانبه.. مردفاً بغضب..
_ أقسم سأمحيه من ذاكرتك يا نيلوفر..واجعلك تندمين على كل العمر الذي أضعته هباء مع ذاك النذل..
خلع البليزر الخاص به..ووضعه تحت رأسها..بعدما عدلت من وضعها..
نظر يمينا ويساراً..ليجد ذاك الكوخ القريب ..ويبدو أن أحدهم يعيش به..
خلع عنها تلك الحقيبة…يبحث بها عن هاتفها…..
وجدة بالفعل بها ولكن يبدو نفذت بطاريته..
استقام ينظر لها ولتلك الخيمة القريبة بتردد..يخشى تركها وحدها…
تأمل النظر لها..وتبسم
تبدو كملاك صغير نائم…ليس كتلك المشاغبه..فقط ينقصها فتح ذاك القلب المغلق علي ذاك النذل..
وهو يقسم انه سيعيد فتحه وإغلاقه عليه هو فقط…لن يكون شهريار كما تنعته أن ما جعلها تتوسل حبه..
حاول معها مجددا ولكن لا حياة لمن تنادي …حملها علي ذراعيه مجددا..فهو لن يستطيع تركها هنا..
_ هيا يا جامحه..يبدو أنكِ قدري..
_ أركان..
وقف عالفور ما أن استمع لاسمه من بين شفتيها..لم يصدق ما استمع له..
_ ماذا…هل لفظت اسمي حقاً..
عاودت الهمس مجددا به..
_ أركان..
_ نعم…يا بلائي
_ نزلني يا قليل الادب..
قهقه بصخب ، صوت ضحكاته جزبت ذاك الرجل العجوز صاحب ذاك الكوخ الخشبي ..الذي اقترب عالفور منهم..
ما أن سمع النداء…الخاص ب أركان
_ ساعدني ياأخي..
_ تفضل ياابني..كيف أستطيع خدمتك..؟
نظر أركان لها بخبث.. مردفاً..
_ لقد أصابنا حادث…علي الطريق..وزوجتي حامل ولم تتحمل أغمي عليها وقد نفذت بطارية هاتفها..وانفجرت السيارة بأشيائنا..
_ يا الهي.. طبعاً تفضل يا ابني..بيتك ومكانك..ضعها هنا سأنادي زوجتي تسعفها معك..
_ حسنا..اشكرك جداً..
_ لا شكر ياولدي…هذا واجبنا..
_____
نظرت حولها بذعر..لا أحد..لقد تركها أريان حقا مع هذا المجنون المتسكع..كيف استطاع فعلها…
كادت تبكي وهي تمسك بحقيبة ظهرها وتدفعه بها بوهن..
_ بعد هيك لا تقرب علي.. يامامي..والله بقتلك..
_ ليه بس كده يا موزه..
_ اا..لا..أريان …أريااان..
هجم عليها حنكش وأمسك بيدها…
فصرخت بعلو صوتها..
_ لك اتركني يا غبي..أريان..لوين رحت..
ياامي..الحقيني…
_ والنبي لو جبتِ الطبل البلدي ماحد هيرحمك من ايدي ياموزه..
_ شو..بعد شنباتك هي اللي بتقرف عني..
_ هحلقهم ياقلب حنكش عشان خاطرك…
_ لك بعد عني..الله ياخدك..
أريان…
قبل أن تصرخ مجددا ، كمم حنكش فمها ..
اتسعت عيناها.. وفجأة ..
كانت هناك يدا قوية تنتزع يد حنكش المقززة عنها…وتلويها لليسار ولليمين..حتى استمعت لصوت كسرها…
_ أريان هادا انت…والله كان راح..
_ اخرسي..
صرخ بها أريان وهو يواصل ضربه ب حنكش ..الذي انقطعت أنفاسه…
_ ييييه..قتلته ماعاد ينطق…لك أتركه أريان..
نظر لها بسخط..وهو يعطي حنكش الضربه القاضيه بين فخذيه…
_ أوووه…ليش هيك عملت ..لك دمرت مستقبله المهني يقطع عمرك..
اتسعت أعين أريان علي آخرها..
_ لك يقطع لسانك علي هيك حكي…في شي بنت عندا ذره خجل تقول هيك..
_ شو …مو هيك الحقيقة..هيدا علم..علم..
_ وينه كان هذا العلم ياغبيه وانتِ عم تصرخي كيف الدجاجة قدامه..وانقذني أريان….
_ لك ما بسمحلك..تضحك علي أحزاني..
_ بلا تسمحيلي..بلا شو….
تركها وعاد لركوب الدراجة مرة أخرى..
وهو يعيد تشغيلها ليرحل..
_ شوو استني يقطع عمرك لا تتركني هوني..
قفزت خلفه.. سريعاً وحاوطت بيداها خصره وهي تصرخ من الخوف..
هتفت بتذمر
_ كنت بدي روح المولد …
و اتمرجح الله يقطع عمرك يا حنكش..
زاد من سرعه الدراجه بتلك الطرق الملتوية فصارت تقفز للأعلى وتسقط ..
_ لك ياحيوان..قلت بدي اتمرجح مابدي..موت…
_______
_ مالك ياريحانه؟
_ مش عارفه محمد قلبي مقبوض..حاسه ان في حاجه حصلت محمد..
نظر محمد لها بصمت..
_ حاجه ايه؟
_ مش عارفه..نيلوفر واركان لسه ماجوش من المكتب محمد..
_ متقلقيش عليها..من ساعتين كلمت أركان طمني انها معاه..
_ بردو محمد قلبي مش مطمن..بكلمها مش بترد تليفونها مغلق..
لم يجيبها..ظل شاردا بمكانه..إلى أن يأست وخرجت وتركته…
ما إن خرجت حتي حمل هاتفه يرن علي أحدهم …
_ محمد اطمن راح تصير بخير..
_ تفتكر قلبي مش مطمن..
_ دي أعراض انسحاب محمد..لازم تمر بيها ..أطمن مادام أركان قالك معايا يبقى هيفاديها بعيونه..هذا ولدي واعرفه..
_ يارب..يارب…
_ مع من تتحدث شريف..؟؟
أغلق شريف الدين الهاتف مع محمد..واستدار لها.. فاتحاً ذراعيه..
_ محمد أليس كذلك؟؟
ابتسم شريف وهو يدفن وجهه بعنقها وهي تقتحم قدميه وتجلس بأريحيه عليهم..
_ لك ياقلب شريف كل هالعمر وما اقدرت تحكي سوري ..ولا حتى عربي..لك اختك ريحانه لقطت العربي
ع السريع..وانتي لساتك بتقولي شريف به النغمه اللي بتقتل قلبي..
_ سلامة قلبك…لماذا تقول ذلك …لقد حاولت..يكفي أن أفهم حديثكم..انا لا استطيع تجميع جملة على بعضها بالعربيه..كيف أفعل..؟
قالتها بحزن …
_ لك ياعمري لا تقولي شيء..بيكفي تفهمي علي انا …
_ أريد أن أتعلم حقاً؟
قالتها بحزن وهي تمد بشفتيها كالاطفال أمامها..
_ لك بتعرفي شي ريانا…؟
_ ماذا؟
_ اني بحبك كيف الاطفال..ما بقدر أعيش لحظة واحدة بلاكي..متعلق فيكِ انا زي الطفل..كتير اوقات بغير من أولادي..لما بشوفك عم تهتمي فيهم وتتركيني.
اتسعت عيناها وهتفت بضحك..
_ مابك ياشريف …هل أعاد هواء اسطنبول لك الذكريات..؟؟
_ والله شكله هيك..
قالها وهو يميل يأسر شفتيها بين خاصته..
ابتعدت بخجل وهي تنظر خارج الشرفة…حيث يجلس أوزجان كما هو يستمع لناي نيللي بشرود …
_ شريف ..الأولاد..نحن بالشرفة..
قطعت حديثها بشهقه خجل وهو يرفعها علي ذراعيه ..
_ يقطع عمرن…هلا مالك حجه..
هتف بها بخبث..وهو يلقيها علي الفراش ويعتليها..لتهتف هي بذعر
.
_ شريف أركان سوف يأتي لقد حادثني قبل ساعتين وأخبرني أنه سيأتي لهنا..
_ لا تقلقي أركان ما راح يجي الليله..
_ لما…لماذا؟..ماذا يحدث..؟
قالتها بذعر قبل أن يختطفها شريف لعالمه الوردي..
_ شريف…
_ ياعمري أنتِ..هلا بخبرك كل شيء..
_________
دفعها بقوته داخل غرفتها..
_ لك حيوان ..راح أوقع…
نظرت له بذعر وهو يقترب منها ببطء..
_ شو في..شو راح تعمل فيني…ليش عم تقرب علي هيك…
لم يجبها ينظر لها بنظره ارعبتها ..ظلت تعود للخلف وهو يتبعها الي أن التصقت بالجدار من خلفها…
_ لك يقطع عمرك ياابن عمي..لوين راح روح هلا…بعد عني
.شو بيصير معك..
_ أريان..بعد عني…والله خلص ماراح اعمل هيك مره تاني..وراح أتزوجك وغني..
ودوني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه…كيف العشاق..
قالتها وهو يضغط بيده على عنقها بقوة..
أريان…بدك تقتلني..
تختنق ببطء ستموت حتما…أدمعت عيناها وهي تدعو علي ذلك اليوم التي أوقعت نفسها بشباكه..
ولكنها تستحق هكذا موته…فهي من تلقي بنفسها بالمهالك..
فجأة دبت بها روح القتال وهي ترفع قدمها بعشوائية…لتستقر بين فخذيه تماماً…
_ اااه..
تركها وهو يمسك بين فخذيه پألم وهو يسب بها بأبشع السباب..قبل أن ينتفض كلاهم علي صوت الجده…
_ إووووي يقطع عمرك…خربت مستقبل جوزك يا قـادرة…
أغمض عينيه وهو يتأكد من أين أتت تلك المجنونه بتلك الكلمات…
_ اااه…
_________
“لا تسأل قلباً يتألم.. لمَ تتألم ؟..فقد لا يستطيع أن يخبرك ما به..قد تكون جروحه أبلغ من الحديث فهنا الصمت ابلغ بتوصيل الحديث..دمع العين…وجروح القلب لا تلتئم بين ليلة وضحاها..تحتاج للكثير”
أغمض عينيه بحزن لاول مره يشق صدره ويقتحم عيناه تلك الدموع الغبيه
وهو ينظر لتلك الصورة التي زينت حافظتها..
كانت صورتها..وهي بين ذراعيه..عند الهرم الأكبر..
وخلفها دُونت كلمات يبدو كان خطه هو..يبدو كان رجلاً حقا يستحق العشق..
_ يوم مميز..إلي الأبد..فلتذكريني به دائما..
أحمد رضوان…
لقد كان غريمة يجيد صنع الذكريات…
ذكريات مؤلمه…تصفع بقلبه قبل قلبها…
خصم لا يستهان به…رجل شرقي بملامح شرقيه..و أنثى متمرده..
خصمه حقاً لا يستهان به…
أغمض عينيه..وهو يسب بنفسه…أنه رجل ميت..بملامح شرقيه..قد تجذب عين النساء لكنه مجرماً..
قبض على الصورة بكف يده بقوه..والقاها في النهر…وهو يتوعدها بسره..
_ انت عملت ايه….يا غبي..ازاي تعمل كده…
يتبع الفصل العاشر..
_ تفتكروا ايه حكاية أحمد رضوان..وازاي كان مجرم؟؟